نيروز الإخبارية : كتب الباحث التربوي احمد محمد سويلم الخوالده :
قبل جائحة كورونا كانت المدرسة هي المكان الوحيد الذي يتلقى فيه طالب العلم تعليمه وكانت لها شروطها ومتطلباتها التي يجب على كل طالب ان يلتزم بها ومنها الحضور يوميا في وقت محدد ويتواجد داخل أسوارها ويحضر الطابور الصباحي ويصطف بنظام ويرتدي الزي المدرسي ويستمع ويلتزم بالأوامر والتعليمات التي تتلى على مسامعه من قبل مدير المدرسة ومعلميها ، ويدخل بعد ذلك الى الغرفة الصفية المحددة له ويلتزم بالبرنامج الدراسي المعطى له ،ويتلقى التعليم المحدد النوع والموضوع والأهداف والمناهج وفلسفة التعليم والأنظمة والتعليمات الصادرة بموجب قانون التربية والتعليم وتحت إشراف مباشر من وزارة التربية والتعليم ، ومتابعة من مديريات التربية والتعليم وإدارة المدارس ، ويقوم على تعليمهم معلمون مؤهلون يحققون الشروط الواجب توافرها فيهم حسب تعريف المعلم في قانون التربية والتعليم سواء كانت المدرسة تابعة لمؤسسة حكومية أو مدرسة خاصة ، وهكذا كان التعليم قبل جائحة كورونا محدد الزمان والمكان والهدف والموضوع والاسلوب والمعلم ، ولكن شكل التعليم وأسلوبه وأهدافه وطريقته ومكانه وتوقيته إختلف في زمن الكورونا ، فأصبح التعليم خارج الغرفة الصفية يتم في المنزل والمكتبة والنادي والحديقة والملعب ،وأصبح الطالب غير ملزم ببرنامج ووقت بل هو من يختار الوقت والموضوع والزمن ،وأصبح غير ملزم بمعلم واحد يتلقى عنه العلم فأصبح يختار المعلم الذي يريد وقد يختار اكثر من معلم ليتلقى عنهم العلم ولم يعد المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة، وتنوعت طرق الحصول على العلم فمنها الحاسوب والتلفاز والهاتف والكتاب والمنشورات وقد يكون مسموعا او مرئيا أو مقروءا ، واختلفت طريقة أداء الامتحان من داخل غرفة صفية ومكان وزمان وأسئلة يضعها معلمه وهو من يراقب عليه ويصحح له ويقيمه الى أمتحان هو من يختار زمانه ومكانه وأسلوبه وأصبح يستعين بصديق اثناء أداء الامتحان قد يكون والده او اخاه او زميله اوجاره او جوجل ،فأصبح الحاسوب هو من يختار نموذج الامتحان من عدد كبير من نماذج الامتحان تم تخزينها مسبقا في بنك الأسئلة وهو من يصحح ويعطي النتيجة مباشرة ،ففي زمن كورونا لم يعد هناك مدرسة ولا غرفة صفية ولا ملزم بوقت محدد ولا معلم محدد ولا أنظمة ولا تعليمات وأصبح التعليم الكترونيا وجمعيا وغير منظم وعن بعد بدل أن كان وجاهيا ، مما سبق نرجو ان يطور المعلم من أساليبه وطرقه وخططه وطرق تعامله مع الطالب ويجب ان تقوم إدارة المدرسة بتوفير بيئة صفية مختلفه مرنه منفتحه فرحه متساهله وتوفر أجواء إحتفاليه حتى تستطيع إستيعاب الطالب وإعادته مرة أخرى الى المدرسة والغرفة الصفية والنظام التعليمي بشكل واسلوب متطور بعد كورونا .