في مثل هذا اليوم، نستذكر رجلاً من رجال الخير والإصلاح، الرجل الذي أحب الحياة وعاشها بالعطاء والتواضع، المرحوم عبدالحليم عواد الناصر المناصير "أبو صالح"، الذي ترك بصمة واضحة في خدمة وطنه ومجتمعه، وبقي اسمه حاضراً في قلوب كل من عرفه.
المرحوم من خوالي الراشد كرام الناس، ووالدته من العبود أبناء عمومتي. هذه الروابط العائلية العميقة كانت سبباً في محبتي الكبيرة له واعتزازي به، فهي تمثل صلة دم قوية ومحبة ممتدة عبر الأجيال، وقد جعلت من علاقتنا أكثر دفئاً واحتراماً. لقد كان دائم الحرص على الحفاظ على هذه الروابط، مما عزز قيم التضامن والألفة بين العائلات، وجعل حضوره محبباً لدى عائلتنا، وجعل من هذه الصلة سبباً إضافياً لتقديري واحترامي للمرحوم.
كان ابا صالح ودوداً ومحبوباً بين الجميع، يتميز بالكرم واللطف والتواضع، حاضراً في كل مناسبة، يشارك الناس أفراحهم وأتراحهم، ويسعى دائماً لإصلاح ذات البين وجمع القلوب. عرف بالأمانة والصدق وحسن المعاملة، وكان مثالاً للرجل الذي يجمع بين الحكمة والرحمة، مما أكسبه احترام وتقدير كل من تعامل معه.
لقد عاش "أبا صالح" حياته بكرامة وتواضع، ولم يكن يسعى للظهور أو للتقدير، بل كان يعمل بصمت وأمانة من أجل خدمة الناس والوطن. امتدت مسيرته المهنية في وزارة الداخلية لسنوات طويلة، تقلد خلالها عدة مواقع إدارية مهمة، من بينها منصب مدير ناحية، مدير قضاء، ومتصرف في عدة محافظات، حيث عرف بالجدية والحرص على أداء واجبه على أكمل وجه، محافظاً على نزاهة عمله وسمعته الطيبة بين زملائه والمجتمع المحلي.
لم يكن المرحوم مجرد إداري ناجح، بل كان رجل إصلاح وساعياً للخير. عرف بين العائلات بجهوده في تقريب وجهات النظر وحل الخلافات بالحكمة، وكان حاضراً في كل مناسبة، يشارك الناس أفراحهم ويواسيهم في أتراحهم، يبذل جهده ووقته لمساعدة كل محتاج دون تردد.
ترك المرحوم إرثاً من المحبة والاحترام، جسده أبناؤه وأحفاده وذويه وكل من عرفه، وبقي اسمه حاضراً في الأحاديث الطيبة والذكريات الجميلة التي تجمع بين التواضع والهيبة والكرم.
رحم الله المرحوم عبدالحليم عواد الناصر المناصير، وجعل قبره نوراً وطمأنينة، وجعل سيرته الطيبة صدقة جارية تستمر في حياة أبنائه وأهله، وبارك الله في أبنائه الذين حملوا عن والدهم قيمه ومبادئه، وواصلوا إرثه في العطاء والخير.
توفي المرحوم في 9 ديسمبر 2024م، وصلي عليه في مسجد عمر بن الخطاب – مرج الحمام، ووري الثرى في مقبرة العائلة في وادي الشتاء التي احبها.
رحم الله عبدالحليم عواد الناصر المناصير، وجعل ما قدمه في ميزان حسناته، وسيرته نوراً يضيء في قلوب من عرفوه وأحبوه، لتبقى ذكراه مثالًا حياً في العطاء والنخوة والوفاء، ودرساً لكل من يسعى لخدمة وطنه ومجتمعه.