يُعدّ الدكتور عبدالسلام حمزة الزيودي واحدًا من الأسماء التي جمعت بين العلم والعمل الإعلامي والإنساني، حيث سخّر حياته المهنية والثقافية لخدمة قضايا الإنسان عمومًا، وأصحاب الهمم على وجه الخصوص. ومن خلال حضوره المؤثر في الإذاعة الأردنية ووسائل الإعلام العربية، ثم من خلال المناصب القيادية في دولة الإمارات، شكّل مسيرة متميزة من العطاء والإصرار.
وُلد الدكتور عبدالسلام حمزة الزيودي في مدينة الزرقاء عام 1967، ليكبر وفي وجدانه حبّ المعرفة والسعي نحو التميز. أكمل دراسته الأكاديمية حتى حصل على درجة الدكتوراه في الإرشاد النفسي والتربوي بتقدير امتياز، وهو ما أتاح له الجمع بين البعد العلمي والتطبيقي في مسيرته العملية والإعلامية.
بدأ الزيودي مسيرته المهنية في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية، حيث تقاعد لاحقًا بدرجة خاصة، بعد سنوات من العمل المثمر. تميزت برامجه بعمقها وتنوعها، إذ قدّم برامج ثقافية وفنية واقتصادية، لكنه ركّز بشكل لافت على القضايا الإنسانية، خاصة برامج متخصصة لذوي الإعاقة، حيث سعى من خلالها إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها أصحاب الهمم، وضرورة توفير بيئة عادلة تكفل حقوقهم وتُعزز مشاركتهم في المجتمع.
لم يقتصر عطاؤه الإعلامي على الإذاعة الأردنية، بل امتد إلى الشاشة الصغيرة، حيث قدّم برامج نوعية في قنوات مختلفة مثل:
قناة الحقيقة الدولية.
قناة جو سات.
القناة الصناعية الدولية.
في هذه البرامج، واصل اهتمامه بالقضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وظل قريبًا من نبض الناس واحتياجاتهم.
انتقل الدكتور عبدالسلام الزيودي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث واصل حضوره القيادي والإنساني من خلال مجموعة من المناصب المهمة:
المدير التنفيذي لمركز الإمارات الدولي لتأهيل وتدريب أصحاب الهمم.
المدير التنفيذي للمركز العربي الدولي للإعلام.
مدير مكتب منظمة الأمم المتحدة للإعلام في الإمارات.
مدير مكتب المنظمة الهولندية لحرية وحماية حقوق الإنسان والسلام العالمي.
من خلال هذه المناصب، أسهم في إطلاق مبادرات وبرامج تخدم قضايا حقوق الإنسان، والسلام العالمي، ودمج أصحاب الهمم في المجتمع، ليكون صوته صدى حقيقيًا لقضاياهم على المستويين المحلي والدولي.
يحمل الدكتور عبدالسلام صفة سفير دولي دائم، وهي صفة تعكس حضوره في المحافل الدولية، وإسهامه في بناء جسور التفاهم والتعاون بين المؤسسات الإنسانية والإعلامية. ورغم إعاقته الحركية، فإن تجربته تُشكّل مصدر إلهام، إذ تحوّل التحدي إلى قوة، وجعل من معاناته دافعًا للانتصار على الصعاب والوقوف إلى جانب الآخرين.
من خلال مسيرته، لم يكن الدكتور عبدالسلام حمزة الزيودي مجرد إعلامي أو إداري ناجح، بل كان نموذجًا للشخصية التي تجمع بين الكلمة الملتزمة والفعل المؤثر. فبرامجه لم تكن عابرة، بل كانت صوتًا للثقافة، ومنبرًا لقضايا أصحاب الهمم، ورسالةً واضحة بأن الإعلام الحقيقي يقوم على خدمة المجتمع والإنسان أولًا.