كشف الأطباء أن فيروس H3N2 يمثل أحد أخطر سلالات الأنفلونزا الموسمية، إذ لا تتوقف آثاره عند حدود الحمى والسعال المعتادين، بل قد تمتد مضاعفاته إلى أجهزة حيوية في الجسم، ما يجعله تهديدًا حقيقيًا للفئات الأكثر ضعفًا مثل كبار السن والحوامل ومرضى الأمراض المزمنة، ويستدعي وعيًا صحيًا مبكرًا لتفادي نتائجه الخطيرة.
ما هو فيروس H3N2 ولماذا يثير القلق
ينتمي فيروس H3N2 إلى فيروسات الأنفلونزا من النوع A، ويُعرف بقدرته الكبيرة على التحور والتكيف مع الجهاز المناعي للإنسان، وهو ما يجعله مسؤولًا عن موجات إنفلونزا شديدة في فترات سابقة. ويشير مختصون إلى أن هذه السلالة قد تبدأ بأعراض بسيطة، لكنها سرعان ما تتطور لتصبح أكثر تعقيدًا وخطورة مقارنة بسلالات أخرى.
مضاعفات تنفسية قد تصل إلى المستشفى
تعد الرئتان الهدف الأساسي لفيروس H3N2، حيث يمكن أن تتطور العدوى من التهاب بسيط في الأنف والحلق إلى التهاب رئوي حاد. ويؤدي ذلك إلى تورم الحويصلات الهوائية وانخفاض مستويات الأكسجين في الدم، ما يسبب ضيقًا شديدًا في التنفس. وفي الحالات المتقدمة، قد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى أو استخدام أجهزة دعم التنفس.
تأثير مباشر على الأمراض المزمنة
يُشكل فيروس H3N2 خطرًا مضاعفًا على المصابين بأمراض مزمنة، إذ يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أمراض القلب من خلال زيادة العبء على عضلة القلب ورفع احتمالات اضطراب النبض. كما يعاني مرضى الربو والانسداد الرئوي من تدهور ملحوظ في حالتهم التنفسية، بينما قد يواجه مرضى السكري صعوبة في التحكم بمستويات السكر نتيجة الإجهاد والالتهاب.
الفئات الأكثر عرضة للمخاطر
تتأثر بعض الفئات بفيروس H3N2 بصورة أشد من غيرها، حيث قد يُصاب الأطفال بالتهابات الأذن الوسطى أو الجيوب الأنفية. أما النساء الحوامل، فقد تواجه بعضهن مضاعفات تنفسية أو مخاطر متعلقة بالحمل في حالات نادرة. ويظل كبار السن الأكثر عرضة للدخول إلى المستشفيات بسبب ضعف المناعة وتراجع كفاءة الجهاز التنفسي مع التقدم في العمر.
مضاعفات عصبية وعدوى ثانوية
لا يقتصر خطر فيروس H3N2 على الجهاز التنفسي، إذ سُجلت حالات نادرة لمضاعفات عصبية مثل النوبات الحموية لدى الأطفال أو التهابات الدماغ الفيروسية. كما يضعف الفيروس مناعة الجسم، ما يتيح للبكتيريا الانتهازية التسبب في عدوى ثانوية قد تكون أشد خطورة من العدوى الفيروسية نفسها.
آثار تستمر بعد الشفاء
حتى بعد التعافي الظاهري من فيروس H3N2، قد يعاني بعض المرضى من إرهاق طويل الأمد أو سعال مزمن يستمر لأسابيع. ويرى الأطباء أن الالتهاب الذي يسببه الفيروس قد يترك آثارًا مؤقتة على الشعب الهوائية، ما يزيد حساسية الجسم للعدوى المستقبلية.
الوقاية والتدخل المبكر
تمثل الوقاية خط الدفاع الأول ضد فيروس H3N2، ويأتي التطعيم الموسمي ضد الأنفلونزا في مقدمة الوسائل الفعالة للحد من شدة العدوى. كما ينصح الأطباء بالالتزام بغسل اليدين، والتهوية الجيدة، وتجنب الاختلاط عند ظهور الأعراض، مع ضرورة التوجه للطبيب مبكرًا خاصة لدى الفئات المعرضة للمخاطر.
خاتمة واستعداد للموجات القادمة
يبقى فيروس H3N2 تحديًا صحيًا يتطلب وعيًا مجتمعيًا مستمرًا، خاصة مع تغير الفصول وازدياد فرص انتشار العدوى. ويؤكد الخبراء أن الالتزام بالإرشادات الطبية والتطعيم والمتابعة المبكرة يمكن أن يقلل بشكل كبير من فرص حدوث مضاعفات خطيرة، في انتظار تحديثات طبية مستمرة حول تطورات الفيروس.