نيروز الإخبارية : منيب المصري، صانع الإقتصاد الفلسطيني والعربي
أكرم جروان
وُلِدَ " الأب الروحي" و" عمدة نابلس" منيب رشيد المصري عام ١٩٣٤م في نابلس، وكذلك يُعْرَف ب روتشيلد الفلسطيني!!!، وتوفي والده وعمره سنتان، وإعتنى به إخوته إلى أن إشتد عوده ، وأصبح شابَّاً ، وعندما أنهى دراسته الثانوية، ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة دراسته الجامعية، وقد درس في جامعة تكساس وحصل على درجة البكالوريوس في الجيولوجيا والماجستير في الشؤون والعلاقات الدولية.
وقد كان متميزاً في دراسته الجامعية، وذو آفاق بالفكر والإبداع، نهل من العِلْم ما جعله مُبدِعاً ، شغوفاً في عِلْم الجيولوجيا وما يختص به، فرَّكزَ إهتمامه بداية حياته على الأرض وما تحويه، فكانت أرض الوطن إليه هي جنة الْعَالَم بأسره، فكان يعيش في الإغتراب ويفكر جليًّاً كيف سيخدم وطنه، أرض فلسطين ، والأردن والوطن العربي .
خلال فترة دراسته، تعرف على زميلة له في الدراسة، وتزوج منها، ثم أنجبا إبنهما الأول ربيح، ومن ثم مي، فمازن،ودينا، وعمر، ثم ليث.
وعندما عاد إلى الأردن عام ١٩٥٦م، من الولايات المتحدة الأمريكية، لم يكن يملك في جيبه سوى ٣٠ دولار، وكان يجب عليه دفع قيمة الجمرك عن سيارته ما يُعادل ٣٠٠ دينار، ويُقال أنه تم تدَخُل وزير المالية آنذاك صلاح طوقان ، فسمح له بمدة ستة أشهر لدفع قيمة الجمرك!!!، وبالفعل عاد إليه بالوقت المُحدد ودفع قيمة جمرك سيارته !!!!.
يُعتبر عُمدة نابلس منيب المصري من الشخصيات المرموقة والتي تفرض إحترامها أينما وحيثما تواجد، وهو مُتَعَدِّد الجنسيات، فمقر مجموعة إستثماراته " إدجو" في لندن، وهي شركة قابضة تعمل في الإنشاءات، التطوير الصناعي، التجارة، التوزيع، التمثيل، تنمية المشاريع، التشغيل والصيانة. وكانت معظم ثروته من خلال عمل هذه المجموعة المُتَأَلِّقة في أعمالها،
إلى جانب ذلك عمل في مشروعات النفط والغاز، وكذلك فهو يترأس أيضاً مجمعة باديكو الإستثمارية القابضة والتي تتحكم في ٣٥ شركة منها شركات إتصالات ( مثل شركة التشغيل الفلسطينية جوال)، السياحة( المجموعة الدولية للفنادق )، الإنشاءات، الطاقة، الصرافة، البيئة، الزراعة والمالية. وقد شارك في تأسيس جامعة القدس.
من الأصدقاء الأوفياء لعمدة نابلس منيب المصري هو إبن عمه الحاج صبيح المصري، وأبناء أخيه بشار المصري ودولة طاهر المصري.
يملك عُمدة نابلس منيب المصري، بيت فلسطين ، وهو بيت يقع على قمة جبل جرزيم في نابلس، ويعتبر أجمل البيوت التي أٰنشِئت على الطراز المعماري القديم، والذي قد أُنشِيء على أنقاض كنيسة أثرية، تحتوي على عدد كبير من التحف، واللوحات الفنية القديمة جداً.
ويحوي أثاثاً ولوحات فنية يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، فهو يملك تمثالاً لهرقل يعود إلى القرن السادس عشر يتوسط بهو البيت، مروراً بلوحات فنية لبيكاسو وغيره،
ويتوسط هذا القصر ٤٠٠ دونم، وهو مكون من ٣ طوابق، وتبلغ مساحة كل طابق ١٠٠٠متر مربع، وهو مُحاط بحدائق رائعة الجمال، بالإضافة إلى الأثاث الكلاسيكي رائع الجمال، بما في ذلك عرش الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر في القرن التاسع عشر.
وعند بداية البناء ،تم العثور على أثار دير بيزنطي من الآثار التاريخية القديمة تعود للقرن الثالث والرابع قبل الميلاد، مما أوقف البناء للحفاظ على هذا الإرث العظيم.
قد رفض عرضا
لمنصب رئيس الوزراء ٣مرات منفصلة، وقد كان وزيراً للأشغال في الأردن عام ١٩٧٥، وكذلك في حكومة وصفي التل، ورُشِّح عام ٢٠٠٨ لرئاسة مجلس الوزراء الفلسطيني .
له إستثمارات كبيرة في فلسطين والوطن العربي، منتشرة في ٢٠ دولة، ومنها آبار إرتوازية ونفطية في عِدَّة بلدان عربية وعالمية، وحار على الدكتوراة الفخرية من جامعة النجاح الوطنية عام ٢٠٠٧.
وهو عضو في مجلس إدارة البنك العربي، وعضو في مجلس إدارة مجموعة الإتصالات الفلسطينية، ورئيس مجلس إدارة مجموعة باديكو القابضة، وهو الرئيس السابق لمجلس أمناء جامعة القدس، ويرأس أيضاً منتدى فلسطين. وهو يسعى لدعم وتمكين صمود القدس والمقدسيين، حفاظاً على عروبتها وهويتها الوطنية.
الكاتب ...اكرم جروان ....مختص في شؤون الشخصيات الوطنية الأردنية.