كتمت أنفاسي، وحبست مشاعري، ورحلت تاركا قلبي في هواها يعذب، شوق عظيم في داخلي يشدني إليها وقد اشتعل القلب ناراً ولهفة، أنام وأصحو على صورتها، لا تلوموني بل صدقوني كم هي جميلة، أتلهف إلى رؤياها كلهفة طفل رضيع إلى حضن أمه وقد أبى على نفسه الفصال، أراها في منامي والشعر منسدل على الكتفين، هي عيناي التي أرى من خلالهما الكون، قلبي يهفو إلى كسر الحواجز والحدود من اجل أن اقبل خديها، يداي تعانقها في أحلامي، ثم أتوسد صدرها الدافئ ... وانتشي.
مع كل لحظة ابتعد عنها، تكبر الغربة وتزداد معها أنات الحنين، ومع أنات الحنين تتمثلني أحيانا رغبة في البكاء، وعندما يبكي الرجل فان دموعه نار تنبئ بصدق مشاعره، صدقوني لا يشعر بالحنين إليها إلا من تجرع لحظات الغربة والبعد عنها، هي أحلى واجمل عروس شاهدتها عيناي، عروس أبت على نفسها إلا أن تبقى بكراً مدى الحياة، وان تبقى لابسة ثوبها الأبيض الجميل، ثوباً تباهى بها وراقصها فرحا وطربا.
آه كم هو شوقي إليك يا من ملكت فكري وعقلي، وفي القلب انت، والقلب لغير هواك ما اتسع، ولغير حبك ما خفق، واليك يرنو دائما نارا ولهفة، اخفض إليك جناح الذل محبة والدموع نازفة شوقاً وحنيناً إلى محياك، وأدعو الله أن يحفظك يا (عمان) من حقد الحاقدين ومن عيون الحاسدين.