نيروز الاخبارية :الفريق الركن المتقاعد علي سلامة الخالدي تعتبر معركة اليرموك اختراقاً حاسماً للإمبراطورية البيزنطية, ونصراً بارزاً في تاريخ البشرية, تفوقت القيادة الإسلامية المؤمنة على الكثرة العددية, وكانت أول نصر للمسلمين خارج الجزيرة العربية, استطاع القائد خالد بن الوليد طيلة أيام القتال إدارة معركة دفاعية ناجحة, إلى أن أمتلك في اليوم الخامس زمام المبادرة, وقام بالهجوم الخاطف, وأستطاع قتل 70 ألف من جنود العدو, سبب النصر أن جنود خالد بن الوليد يعشقون الموت كما يعشق البيزنطيون حب الحياة, نتوق اليوم إلى زمن عمر بن الخطاب, والعهدة العمرية, وهو يستلم مفاتيح القدس, ويؤسس للوصاية العربية الإسلامية الهاشمية وإلى الأبد.
لهذا خلدّها الملك الراحل الباني بإطلاق اسمها على الجامعة, كمصدر إلهام وبواعث اعتزاز ومنارة تاريخ, لينال ثراها الطهور شرف إطلالة ولي العهد, الحفيد الشامخ والأمير الطموح, لاح كالبرق وحلّق كالصقر, وظهر كالنجم, مزهواً بهيبة الجد, مفعماً بجلال الأب, معطراً بتسامي الأم, يتدفق خطابه كماء النبع عذباً نقياً صافياً, تنزل كلماته كالمطر حيث ما وقع نفع, يحمل إرثاً غنياً بطهارة الحسب وعراقة النسب, ابن الأكرمين, تشع عيونه بالأمل, ويشرق وجهه بالتفاؤل, يعكس بشائر الفطنة وعلو الهمة, وقوة المعرفة, واتزان الحضور, والثقة بالنفس.
في رحاب اليرموك الجامعة خاطب سموه التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا, ربط بين الطموح والمثابرة, وبين صلابة الإرادة وتحقيق النجاح, بارك للخريجين فرحة الإنجاز, هنأ الأمهات والآباء, أثنى على جهود أساتذة العلم, كرّم بحضوره الزاهي إربد المجد والتاريخ, فاستحوذ على الإعجاب, وأثار الاهتمام, ونال الرضى, أوجز وأبلغ, عزز الكرامة الوطنية والثوابت القومية والوصاية الهاشمية, طوى صفحة المشككين والمتخاذلين, أقنع الجميع بأن هذا الوطن لا يركع إلا لله, عصيّ على الانحناء, صعب على الانكسار, راسخ الوجود, فحقق أهداف القائد ورفع معنويات الأمة, توّج بحضوره الزاهي بهجة المناسبة, حمى الله الوطن وقائده وولي عهده.