لقد اعزَّ راحلنا الكبير جلالة الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه- جنده في قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية احياءً وامواتاً... لإيمانه المطلق بتضحياتهم التي لا تعلو عليها تضحية... فهم شهداء او مشروع شهيد ينتظر دوره للذود عن حمى الوطن داخلياً وخارجياً... فوضع - رحمه الله - قانوناً للتقاعد يحفظ حقوقهم احياءً او شهداء... كما يحافظ على حياةٍ كريمةٍ لابنائهم عند الشهادةٍ او الاصابةٍ الجسيمة... خاصة المادة(20) الفقرة (ط) التي جاءت مطلقة بدون قيود او شروط ( التعليم المجاني لسن (30) لابناء الشهداء والمصابين العسكريين في المدارس والمعاهد والجامعات الحكومية)... فقد كفل راحلنا العظيم - طيب الله ثراه - بهذه المادة القانونية حق ابناء الشهداء والمصابين العسكريين بالتعليم كسائر ابناء الوطن بعد ان فقدوا اباءهم او امهاتهم شهيداً او مصاباً لا حول ولا قوة له...
بهذا اطمئن الجند على مستقبل ابنائهم فزادهم ذلك اقداماً وتضحيةً بالمهج والارواح دفاعاً عن الوطن الذي احبوه والعرش الهاشمي الذي اقسموا بميادين الشرف والبطولة على حمايته حتى آخر رمق وقطرة دماء...
جلالة الملك المعزز - أدام الله ملكه-...
بدأت بعض الجامعات التضييق على ابناء الشهداء والمصابين العسكريين بنقض عهد الهاشميين لجندهم وابنائهم بمجانية التعليم وذلك لتحقيق اهداف وغايات في انفسهم على حساب ايتام الشهداء دون خوف من نقض عهد الهاشميين ودون رحمة بيتيم فقد اباه فداء للوطن والعرش الهاشمي...
فاصبح بعض رؤساء الجامعات الحكومية ( يتفنن) ويتلذذ باهانة ابناء جندكم ايها الهاشمي القرشي... إلى ان وصل تمادي بعضهم ( بتدفيع) ابناء الشهداء رسوم التعليم الجامعي الذي كفلتموه اب عن جد قانوناً وبارإدة ملكية سامية... وذلك بالالتفاف على الفقرة (ط) من المادة (20) من قانون التقاعد العسكري التي جاءت مطلقة لا قيود عليها ... فاصبح البعض يأَولها و ( يخلق) لها تفاسير ومعانٍ جديدة ومفهوم وكثيره ومتنوعة عجز عنها بني إسرائيل وابليس معلمهم عندما قالوا ( إن البقر تشابه علينا)...كل ذلك لغاية في انفسهم يعرفوها ابناء جندك ورفاق السلاح جيدا..
جلالة مالك العرش الهاشمي المفدى...
ان ابناء الشهداء والمصابين العسكريين طرقوا كافة ابواب المسؤولين ابتداءً برؤساء الجامعات الذين ( دفّعوهم) رسوم الدراسة ومرورا برئاسة الوزراء وانتهاءً بدوانكم العامر الا انه يا صاحب العسكر ورفيقهم بالسلاح اوصدت الأبواب امامهم لحقٍ كفله ملوك هاشم قانونا وإرادة ملكية سامية... هذا الحق المفروض ان تنحني له هامات وقامات الرجال تقديراً وعرفاناً وامتناناً لأصحابه الذين ضحّوا بأرواحهم ليسعد الوطن...
يا جلالة الملك المفدى...
المادة الخاصة بتعليم ابناء الشهداء واضحة كوضوح الشمس لا تحتاج لأي تفسير قانوني... فالمشرع الذي اوجد المادة كانت له رؤيا مستقبلية - وكأنه قرأ المستقبل - فحرص كل الحرص على سنِّها بشكل لا يختلف عليه إثنان ليحفظ بذلك حقوق الشهداء والمصابين العسكريين وابنائهم ولم يترك اية ثغرة قانونية لتفسير هذه المادة حسب الاهواء والظروف..
جلالة الملك المعزز..
ماذا نقول غدا لابنة الشهيد سائد المعايطة وأبناء الشهيد راشد الزيود والشهيد معاذ الحويطات وغيرهم ممن رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن... ما شعورهم عند الوقوف امام محاسب الجامعة لدفع رسوم موادهم الجامعية؟ ... ما تفكيرهم بتلك اللحظة؟ ... ألم يتساءلوا يا مولاي بحسرة وألم... هذا هو ( جزاة) استشهاد والدي؟ ... هذا هو تكريم الشهيد لابنائه؟... هذا هو حق ايتام الشهداء بالتعليم الذي كفله الهاشميين قانونا عبر العقود الماضية ؟ هذا هو ثمن دماء والدي؟ هذا هو دور الدولة بكفالة اليتيم؟ ماهي النتيجة والقرار الذي توصل اليه إبن الشهيد عند دفع الرسوم؟ ماذا يفكر بتلك اللحظة؟ ما هي ردود فعله المستقبلية على ذلك؟ ما هو رد العسكر في كافة وحداتنا العسكرية والامنية عندما يدفع ابن الشهيد راشد او سائد او معاذ مالاً مقابل حق له؟ اليس ذلك ينال من معنوياتهم ومعتقداتهم ومبادئهم ؟..
جلالة الملك المفدي...
ان جندكم العاملين والمتقاعدين وأبناء الشهداء والمصابين العسكريين ينتظروا منكم - كما عودتموهم- ان تنصروهم بحق لهم كفله القانون وبارادة ملكية هاشمية سامية... لا يريدون الا استعادة حقهم الذي تغول عليه بعض رؤساء الجامعات بحجة التفسير القانوني لبعض الحالات الفردية فعمموا ذلك التفسير على كافة ابناء الشهداء والمصابين العسكريين... تمهيداً لإلغاء حق التعليم المجاني المطلق لهم مستقبلا بعد تسويف المادة الحافظة لحقهم التعليمي وذلك باعادة تفسيرها وتشريحها...
مولاي جلالة الشريف الهاشمي القرشي المعظم...
لثقة الله - عز وجل- بجدكم الاعظم - محمد صل الله عليه وسلم - انزل عليه رسالة لم تحملها السموات والأرض... فعرف الله عزّ وجل ّمن يحملها ومازالت هذه الامانة باعناق ال هاشم الكرام حتي يوم البعث... فكيف بامانة تعليم ابناء شهداء جندكم... لا يساورني الشك نهائيا بانكم ستهبوا بالدفاع عنها كما كنتم وما زلتم أنصار امانة الله التي تنزلت ببيوتكم... تحملونها جيلاً بعد جيل إلى أن يرث الله السموات والأرض...
جلالة القائد الأعلى المعظم
جندكم العاملين والمتقاعدين وابناء الشهداء والمصابين من جيشكم الباسل واجهزتكم الامنية الساهرة على أمن الوطن.... ينتظرون رفيقهم بالسلاح ومليكهم ووالدهم لانصافهم بحق سلب منهم بليل... فهم ينتظرونكم يا مولاي المعظم...