هذا السؤال كان محرما سياسيا واخلاقيا وثقافيا، في السبعينات كان المواطنون يتخطّفون المقالات الوطنية النزيهة التي تحمل لون عيونهم وقضاياهم وهمومهم.
كان الكاتب ضمير شعبه.
وكان المواطنون ينتظرون بفارغ الصبر، مقالات الكاتب الذي يرفض او يخجل ان يبيع نزاهته وصدقه وموقفه. ولذلك كان الكاتب الصحافي، يُضطهد، فيتم منعه من الكتابة وفصله من العمل.
اكتب مقالتي «عرض حال»، التي كرستها للشؤون المحلية والسياسية والثقافية، منذ عام 1977. وتوقفت عن كتابتها طوعا، عدة مرات، لأنني التحقت بالوظيفة الرسمية في الديوان الملكي ووزيرا وسفيرا. وأوقفت المقالة عدة مرات كرها !!
كتبت 700 مقالة هنا، منذ استأنفت كتابة مقالتي في الدستور اعتبارا من نيسان 2017.
ويجب علي ان اسجل، ان الناس تقرأ المقالات، على عكس التقييمات الانطباعية، وان تأثيرها لا يزال مستمرا. وان التفاعل معها لا يزال مرتفع الوتيرة.
واسجل، انني اسمع نفس التقييم والحكم، على كاتب ما، في اوساط نخب مختلفة، ومناطق متعددة، ومستويات ثقافية وسياسية متباعدة !!
صحيح أن رضى الناس غاية لا تُدْرك (ولا يجب ان تُترك ايضا)، لكنه صحيح أيضا، أن «ألْسِنة الخلق اقلام الحق».
والفرق هو ان الكتابة الوطنية النزيهة، الملتزمة بهموم الناس وقضاياهم، أصبحت نحتا في صخر، بعدما كانت غرفا من بحر.
إن احدى المشكلات التي تصادفنا، هي ان ثمة قراء، يقرأون العناوين دون المضامين وانهم يبنون عليها أحكاما نهائية ليست قابلة للنقض، تكون حادة احيانا.
واحدى المشكلات المهمة، هي ان المواطن يعلن انه لا يقرأ المقالات الطويلة، لا بل هو يمر عنها وينفر منها.
كتبت اعتبارا من نيسان 2017، 700 مقالة هنا، سأكون مصطهجا إذا بلغ عدد القراء الذين استمالتهم «عرض حال»، 700 قارئ. فالضخ المضاد للمقالات الموضوعية الرائقة، ضخم وواسع على منصات التواصل الاجتماعي. ورفض رأي الآخرين، الذي لا يتطابق مع رأينا «حدّث ولا حرج» !!.