من خلال متابعتي لفيديو قصير حول اسباب فتح المطار امام حركة المسافرين ... لا ألوم صاحب مقولة الضبع والكورنا والمقارنة بينهما... وفتح الباب والحدود لخروج الأول من الباب والثاني عبر المطارات... وارمي الكرة في مرمى الحكومة... ليس في هذه المقابلة الاعلامية بل في كثير من المقابلات الصحفية والاعلامية التي يطل علينا بها موظفون عامون يتحدثون بشؤون ومواضيع عن مؤسساتهم تهم قطاع كبير من المواطنيين...
فهولاء الموظفون... أصحاب خبرة في اعمالهم ومتميزين ويشهد لهم الداني والقاصي بحرفيتهم... لكن مقتلهم إعلاميا... فهم غير مؤهلين للتعامل مع الاعلاميين ودهاليز الإعلام ومطباته... وليس لديهم الاحترافية الاعلامية في مجارات الاعلاميين اثناء المقابلات الإعلامية...ولايستطيع توظيف خبراته ومعارفه الوظيفية إعلاميا... لذلك يبدو حملاً وديعاً وغير مقنع وفارغا إعلاميا امام جمهور المشاهدين والمتابعين...
الظهور الإعلامي خطير جداً على المسؤول الذي ليس لديه دراية بخفايا ودهاليز ومطبات الإعلام... وكيفية التعامل مع أسئلة الإعلامي... وكيفية الرد عليه بطريقة ذكية مقنعة...
المقابلات الاعلامية ليس كل مسؤول ينجح بها ويجتازها بنجاح حتى ولو كان محترفاً وخبيراً في موضوع المقابلة الإعلامية...فهنالك عوامل أخرى غير ذلك.. منها الكريزما وسرعة البديهة والربط السريع لخيوط المقابلة والحضور الإعلامي.. وقوة الطرح والحجة.. والتأثير والاقناع... وكيفية توظيف بنك المعلومات والخبرات لديه اعلامياً...
الحكومة عليها تأهيل موظفيها المؤهلين للتعامل مع وسائل الإعلام اعلامياً... وعقد الدورات الخاصة بذلك... واختيار القادر منهم على التعامل مع الإعلام ودهاليزه وليس من لديه معلومات اوفر وخبرة اكثر...
قصة الضبع وغبرها تدل على قلة الخبرة الإعلامية وضحالتها ... ودلالة على عدم التنسيق المسبق بين الطرفين حول محاور الحديث...
واسرد هنا قصة حدثت معي... فقد أجريت إحدى المقابلات التلفزيونية الميدانية المسجلة مع احد المسؤولين ذو خبرة واحترافية عملية عالمية وقائد وشخصية مميزة على مستوى الإقليم... ولدى سؤاله حول موضوع معين من صلب اختصاصه وخبرته الطويلة... لم يستطع التعامل مع الكاميرا التلفزيونية وارتبك في الاجابة.. وعدنا المقابلة لأكثر من مرة الا أنه لم ينجح... مما اضطرني إلى كتابة إجابة السؤال على ورقة وعلاقتها على صدري... وطلبت منه أن ينظر إلى الكاميرا متحدثاً لمدة 10 ثوانٍ ثم يتابع القراءة من الورقة... وان ينظر إلى الكاميرا مرة أخرى متحدثاً عند نهاية اللقاء لمدة 15 ثانية دون القراءة من الورقة....
العبرة من ذلك انه ليس كل مسؤول يستطيع التعامل مع الإعلام.. فالاعلام له اشخاصه ذوي مميزات وصفات أشرت لها سابقاً... فالضبع والبعبع والغمزة ومقولة (ينشف وبيموت لحاله)..او (المية ما الها طعم) وعرض المواد الغذائية كاللبن والشنينة والباميا وغيرها من الحجج الاقناعية... هي دلالة على عدم قدرة اصحابها التعامل مع الإعلام.. او ليس لديهم الخبرة والدبلوماسية الإعلامية فى ذلك...
المتتبع لتصريحات ومقابلات غالبية المسؤولين يلمس الضعف الإعلامي لديهم... وقلة الخبرة الاعلامية في التعامل مع الحورات والاسئلة المطروحة وكيفية التخلص من الأسئلة الحرجة بطرق وحجج اقناعية تشعر المشاهد بقوة صاحبها وتمكنه من الموضوع المطروح...
أعود واكرر ماذكرته في مقال سابق لي أن على المؤسسات الاهتمام بتأهل موظفيها على التعامل مع وسائل الإعلام... واختيار الناطق الإعلامي ومدير الإعلام وفق أسس وشروط وصفات خلقية وعلمية ومهنية مكتسبة... والحذر الحذر من تعامل مسؤولين (ما هبَّ ودبْ) مع الإعلام... فإن ذلك يضعف المؤسسة ويصورها بصورة سلبية امام جمهورها... وللحديث بقية.
#د. بشير الٌدّعَجَهْ
ملاحظة :
يرجى من الجميع التقيد بالقوانين والناظمة للنشر الالكتروني دون الاساءة بأي صورة لشخص او مؤسسة.. ولا يتحمل الناشر مسؤولية ذلك..