يقف الاردنيون في كل عام في الخامس والعشرين من شهر ايار وقفة فخر واعتزاز ومحبة وولاء وانتماء للقيادة الهاشمية الشرعية التاريخية الصلبة والحكمية , وهم يحتفلون في ذكرى الاستقلال وتتزين البيوت الاردنية والمؤسسات والشوارع والساحات بالعلم الاردني وتضاء سماء الاردن بالألعاب النارية , هذه المناسبة الوطنية الكبيرة هي احدى المحطات المضيئة في تاريخ الاردن و الخالدة في قلوب.
كل الأردنيين الى يوم الدين.
الاردنيون يستذكرون في هذا اليوم العظيم نشأة الدولة الاردنية على يد جلالة المغفور له الملك المؤسس عبدالله الاول بن الحسين , حيث كانت البداية منذ تأسيس امارة شرق الاردن في 15 ايار 1923 ليبزغ فجر جديد من العمل الجاد والانجاز والنضال والتضحية في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال الى ان جاء اعلان الاستقلال في 25 ايار 1946 بعد انتهاء الانتداب البريطاني واعتراف الامم المتحدة بالأردن كدولة مستقلة ذات سيادة , وتتويج الامير عبدالله الاول بن الحسين ملكا من قبل مجلس النواب الاردني وتغيير اسم الامارة لتصبح المملكة الاردنية الهاشمية , ومنذ ذلك التاريخ المشرف بدأت قصة النضال والبناء والانجاز للقيادة الهاشمية , ومن ثم استلم الراية الهاشمية جلالة المغفور له الملك طلال بن عبد الله في عام 1951ويليه تولي جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال سلطاته الدستورية في عام 1953 , وفي عام 1999 تسلم جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين اطال الله في عمره ومتعه بموفور الصحة والعافية الراية الهاشمية الخفاقة الى يومنا هذا.
ان الاحتفال بعيد الاستقلال هذا العام والذي تزامن مع احتفالات المملكة بمئوية الدولة الاردنية له طابع خاص ومميز حيث ان هاتين المناسبتين الوطنيتين هما قصة من النضال والتضحية والبناء و التطور والحداثة والنمو سطرها الملوك الهاشميون والأردنيون جيلا بعد جيلا عبر مسيرة الاردن التاريخية في شتى المجالات مما جعل الاردن محط انظار من الجميع و في مكانة مرموقة وفي مصاف الدول المتقدمة التي يشار لها بالبنان .
ان الاحتفال بعيد الاستقلال هو واجب وطني وديني واخلاقي ومحط فخر واعتزاز جميل للأردنيين فعندما نتحدث عن الاستقلال نتحدث عن الانجاز الشامل الذي شمل بناء الانسان الفكري والثقافي والتعليمي والديني والاخلاقي ومن ثم بناء المؤسسات المدنية والعسكرية والامنية وعلى قدر كبير من الاحترافية والمهنية وتجسيد الديمقراطية وحقوق الانسان والتنمية الشاملة .
قطاع التعليم تحديدا والاهم حظي باهتمام كبير من القادة الهاشمين , وفي عهد جلالة الملك عبد الله الثاني كان الانجاز كبيرا , من حيث البنية التحتية و بناء المساجد ودور العلم والمدارس والمختبرات والمعاهد والجامعات ورياض الاطفال على امتداد الوطن من شماله وحتى جنوبه و إطلاق العديد من المبادرات والمكارم الملكية لدعم التعليم والتعلم , ورفد هذه المنارات العلمية بالكفاءات والقيادات التربوية والاكاديمية المدربة والمتخصصة , وتبادل المعارف والخبرات مع الدول المتقدمة والاستفادة من التجارب الناجحة في القطاع التربوي وتهيئة المناخ وتوفير الامكانيات والدعم المادي والمعنوي للمشاركة في المسابقات العلمية والثقافية والفكرية على كافة المستويات المحلية والاقليمية والعالمية والمزج بين التعليم الوجاهي والتعلم عن بعد وفق ما اقتضه جائحة كورونا للحفاظ على سلامة وصحة الطلبة والعاملين بالقطاع التربوي وحتى لا تكون المدارس والجامعات بؤر لانتشار فيروس كورونا , والتطلع الجاد والممنهج لمواكبة المستجدات في التعليم الالكتروني ليكون ضرورة وليس ترفا في ظل التقدم التكنولوجي الهائل في العالم اجمع .
هكذا تميز القطاع التربوي الاردني بكافة مكوناته واستجاب لكافة المتغيرات والظروف ومواكبة كافة المستجدات والتطورات وتكنولوجيا المعلومات التي يشهدها قطاع التعليم على مستوى العالم حيث اصبح قطاع التعليم في الاردن يشار له بالبنان لما يتميز به , فأينما تسافر تجد الكفاءات العلمية الاردنية في كل دول العالم وهي محط احترام وتقدير , وهذه الكفاءات ساهمت بشكل كبير في خلق اجيال من ابناء الوطن على قدر كبير من المسؤولية , متعلمة ومثقفة ومنتمية للوطن والقيادة والهاشمية .
جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين يواصل الليل بالنهار و حرص كل الحرص على ان يكون الاردن انموذجا يحتذى به في كافة المجالات وواحة امن واستقرار , ولم يأل اي جهد من اجل رفعة الوطن والمواطن والقاطنين على ارض تراب هذا الوطن , ولم يكتف بذلك فقد اولى كذلك كافة قضايا الامة العربية والاسلامية وعلى راسها القضية الفلسطينية الاهمية اللازمة ووقوفه وقفة الاسد في عرينه , فهنيئا للشعب الاردني والعرب والمسلمين بالقيادة الهاشمية , وكل عام والوطن وقائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم وولي عهده الامين سمو الامير الحسين بن عبدالله والشعب الاردني بألف ألف خير .
سميرة توفيق الطويل
مديرة مدرسة الرفيد الاساسية المختلطة / تربية بني كنانة