نيروز الإخبارية : #بقلم : خالد عواد ابو السندس
#نيروز____: تقع منطقة وادي السير الى الغرب من عمان ، وهي من المدن الاردنية القديمة ،مهدت طبيعتها الجغرافية الغنية بالمياه ،وتربتها الصالحة للزراعة من قيام حضارات قديمة على أرضها ، كشفت المسوحات الاثرية فيها عن وجود حضارات منذ العصر الحجري الوسيط (8000-1000ق.م) وظهر ذلك في الكهوف وامتد الاستيطان خلال العصور البرونزية بكل مراحله والعصر الحديدي الأول والثاني. واستمر الاستيطان حتى القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد حتى مجيْ الاسكندر المقدوني إلى المنطقة وذلك في عام 332ق.م. وكان هناك استيطان في المنطقة وازدهار له في العصر الهيلينستي وشهدت ازدهار آخر في العصر البيزنطي خصوصا في القرنيين الرابع والخامس ميلادي. وقد عثر على اثار تعود إلى العصور السلامية وخاصة الأموية والمملوكية (رجم الكرسي) مما يدل انه كان هناك استيطان في هذه العصور.
التسمية
هناك العديد من الروايات حول الاصل الذي اشتق منه اسم وادي السير ،فهناك رواية تقول: ان ملكتين كانتا تحكمان المنطقة قبل الميلاد هما الملكة سيره وشقيقتها سارا، وعرفت بعد ذلك ما قبل السكان المحليين (بوادي السير) ، وقد عثر على اثار هذه الخرب الاثرية في المنطقة. وفي رواية أخرى حمل «قصر العبد» الموجود في منطقة عراق الأمير، اسم «تيروس» وهي لفظة يونانية يقابلها في الآرامية «تورا» وتعني القلعة او العراق ولفظها العرب سير، وهكذا سميت المدينة الحديثة وادي السير.
وادي السير عند الرحالة
شبه الكولونيل كوندر البريطاني(مهندس مساح) وادي السير بغابات إنكلترا في كتابه «هيث ومؤاب» الذي دون فيه رحلاته في شرق الأردن عام 1881 ومنها زيارته لمنطقة سيل وادي السير والمناطق المجاورة لها.. حيث يقول «ان المناظر في هذا الوادي والأودية الأخرى تمثل مفارقة شديدة بالنسبة لمناظر الهضبة السهلية، فالينابيع الصافية تجري بين المروج الخضراء تشكل شلالات من فوق المرتفعات الصخرية حيث تنمو شجيرات العليق ونباتات السرخس، وحيث تغطي المنحدرات أشجار البلوط الكثيفة حتى تغدو أشبه بغابات إنكلترا».
ويضيف كوندر «تبدو أطراف التلال ذات الصخور البيضاء والفيافي العريضة المنقوشة بالأشجار ومضارب البدو والجروف العميقة ذات المساطب الضيقة حيث ترتفع غمغمة النبع بينما يختفي مجراه خلف أعواد القصيب الطويلة وشجيرات الدفلى ذات النوار الأحمر».
-كتب الرحالة خير الدين الزركلي العام 1921 «وادي السير، قرية نظيفة جميلة في واد خصيب، فيها نحو 250 بيتا، وأكثر سكانها من شراكسة القفقاس، نزلوا فيها وعمروها حوالي العام 1300 هجرية،
اهم الاثار في وادي السير
الكهوف :
تقع هذه الكهوف على الجانب الأيمن للوادي المؤدي إلى مبنى قصر العبد وهي كهوف طبيعية وترجع إلى الفترة الناطوفية ادخلت إليها تعديلات وتشذيب لبعض جدرانها الداخلية ولسقوفها من قبل سكان المنطقة وذلك في القرن الثالث قبل الميلاد. هذه الكهوف عبارة عن صفين علوي وسفلي ويبلغ عددها إحدى عشر كهفا يوجد في الطابق العلوي من هذه الكهوف ممر ضيق يربط بينها وهو محفور بالصخر وهو لايسع الا إلى مرور شخص واحد في نفس الوقت. تظهر بعض الآثار التي تشير إلى الأدوات التي تم استعمالها في تشذيب جذران الكهوف وهي:- 1-الازميل ذو الرأس العريض. 2- المطرقة. وجد على جداران أحد هذه الكهوف السفلية خمسة احروف بجانب إحدى النوافذ وهذه الاحرف تعود للقرنين الثالث والثاني قبل الميلاد وهذه الاحرف عبارة عن اسم وهو طوبيا وهي العائلة التي كانت تحكم تلك المنطقة في تلك القرون.
قصر العبد :
يعد قصر العبد أحد أهم الآثار الهيلينستية المتبقية في الأردن وذلك لان معظم الآثار الهيلينستة قد طمرت تحت الابنية الرومانية وغيرها من ابنية لاحقة في العصور اللاحقة. ان أهم من يزودنا ويعد المصدر الأول للمعلومات عن هذا القصر هو جوزيف فلافيوس وهو مؤرخ يهودي قدم لنا وصف دقيق للقصر والموقع حيث يرجع انشائه إلى الحاكم هيركانوس الذي كان من عائلة طوبيا عاش في في بداية القرن الثاني قبل الميلاد. تم استخدام هذا القصر خلال العصور الكلاسيكية والبيزنطية. القصر عبارة عن بناء مستطيل الشكل قياساته 18*37.5 وارتفاعه 14 متر تقريبا تتراوح سماكة جدرانه ما بين 90-92 سم ووصلت قياسات بعض الحجارة التي بنيى منها القصر 3.60م طولا وارتفاع1.90م وكان مبني من حجارة كلسية ضخمة المستخرجة من المناطق المجاورة. تم بناء القصر في منطقة منخفضة كانت تشكل بحيرة اصطناعية مصممة للاحاطة بالبناء ويوجد حول البناء سور يعمل كحاجز.
القصر كان عبارة عن طابقين:- الطابق الأول:- كان للقصر بوبتان شمالية وجنوبية وبعد البوبات توجد الممرات الشمالية والجنوبية ويحتوي القصر في الوسط على اربع غرف توجد على الجهة الغربية لكلا البوابتان غرفة كانت تستعمل للحراسة اما على الجهة الشرقية للبوابتان توجد الادراج المؤدية إلى الطابق الثاني توجد في الجهة الشمالية خزانان للمياه وبعدها ياتي دهليزان اما الغرف الأربعة كانت تستخدم للتخزين وكانت توجد في الجهة الشرقية سبعة نوافذ وسبعة نوافذ في الجهة الغربية للبناء وكانت هذه النوافذ تقوم بالانارة والتهوية للمكان.
الطابق الثاني:- كان هذا الطابق عبارة غرف لسكن والاستقبال. لم يكتمل بناء هذا القصر حيث لا يوجد اثر لسقف وفي القرن الرابع ميلادي تعرضة هذه المنطقة إلى هزة أرضية عملت على تدمير القصر.
اما منحوتات قصر العبد منتشرة على جميع أجزاء المبنى في كل جوانبه وكانت جميع هذه المنحوتات عبارة عن منحوتات حيوانية. أهم هذه المنحوتات :- الأسود: وكانت منتشرة على جميع واجهات القصر حيث كان كان في كل جهة اسدان وتم وضع هذه الأسود بهذه الطريقة لتدل على وظيفة التي انيطت بها وهي الحراسة وقد وضعت لإظهار علو الحاكم هيركانوس وتعد الأسود تأثير الفارسي تم إدخاله للقصر. النسور:- من المفترض ان يكون عددها 8 نسور وكانت جميع هذه النسور في وضع تناظر وتنتشر على زوايا القصر لكن لم يتبق. أي اثر لهذه النسور وتعد هذه النسور من التأثيرات السورية التي تعكس قوة والعظمة هذا البناء. اللبؤات:- تم نحت مايشبه الفهود أو اللبؤات في الطابق الأرضي لمبنى القصر وخصوصا في المداميك الأرضية وذلك في الواجهتين الشرقية والغربية وقد نحتت على حجارة ضخمة. اما اللبؤات في الجهة الشمالية الغربية والشمالية الشرقية كانت متصلة بالخزانات الداخلية في القصر وكانت المياه تخرج من فاه اللبؤات وكانت منحوتة بحجر الدولمايت وقد تم استخدام المطرقة دون استخدام ادوات التلميع أو اللوان الصقل حيث اعتمد على لون الحجر نفسه. وكانت ترمز هذه اللبؤات بالعهد القديم إلى قوة الشعب.
كهف للسيد المسيح
أكد خبير الأثار والسياحة في الجامعة الهاشمية – كلية الملكة رانيا للسياحة أن نتائج الدراسات والبحث العلمي التي قام بها فريق بحثي من الجامعة بالتعاون مع عدد من المختصين في علم الاثار على اكتشاف كهف السيد المسيح في بلدة عراق الامير الواقعة غرب العاصمة عمان ضمن لواء وادي السير.واظهرت الحفريات الاثرية وجود كنيسة ثانية امام الكهف تعود للعهد اليزنطي ووجد ان هناك علاقة وثيقة توفر المياه في منطقة عراق الامير بالمغطس من خلال مجرى المياه المتدفق نحو منطقة عين الفجيرة والشدقة ومغاور المقرنات والبمبات عبر وادي النار وصولا الى تل الصوان وتل ام حذر حيث تم اكتشاف موقع هام عبر الوادي من خلال اعمال التنقيبات عام 1997 مرتبط بمياه وادي السير وكهف البصة .
رجم الكرسي
عثر على اثار لقرية قديمة توجد تحت القرية الحديثة. قنوات ري وحقول على شكل مصاطب ومساكن مبعثرة معاصر لزيتون تعود للعصر الهيلينستي. نظام مائي واسع ومعصرة للعنب وصنع النبيذ. جدار دفاعي تبلغ سماكته2.30متر بنيى من الحجارة الغير مشذبة تم جمعها من حجارة الوديان المجاورة. ومخلفات فخارية ومعمارية تعود للعصر الأموي والمملوكي.
الصور___الارشيف.