منذ 13 عامًا لا يمر يوم الخامس من مايو مرورًا عاديًا على الفنان السوري أيمن زيدان، فمنذ أن تُوفي ابنه "نوار" في ذاك التاريخ، من العام 2011، بعد معاناة مع نوع نادر من مرض السرطان أصاب الأنسجة بين الرئتين، وبطل "نهاية رجل شجاع" يستذكر مرارة الغياب سنةً بعد أخرى.
والمقربون من الفنان زيدان يعرفون أن "أيمن"، قبل 5/5/2011، هو غيره بعده، لاسيما أنه كان يُعوِّل على ابنه الأصغر "نوار" بأن يتابع مسيرته الفنية التي بدأها منذ ما يقارب النصف قرن، إذ كان الشاب الذي فارق الحياة بعمر التاسعة عشرة موهوبًا، وصاحب ظلٍّ خفيف، وخاض عدة تجارب في التمثيل، والتأليف، وإخراج الأفلام القصيرة رغم سنه الصغير.
كتب أيمن زيدان عبر صفحته على فيسبوك: "عذرًا ياولدي.. كم تتعبني ذكرى رحيلك.. ثلاثة عشرة عامًا، وفي ذكرى ترجُّلِكَ عن صهوة الحياة تأتيني بضجيجك المُحَبَّبْ، وتُمطِرني بأحلامك التي لاحدود لها، وأعود إلى وصايتي التي لاتطيقها، وألجم جموحك المتهور".
وأضاف: "رغم ذلك سأحكي لك جزءًا من صورة هيمنت على روحي، الليلة، أنت شاب في الثانية والثلاثين من عمرك، شاب يفيض بالحلم والفوضى، يشاطرني بيتي المتواضع، ويحاول أن يقنعني بحقه كرجل تجاوز الثلاثين من عمره بأن يختار ما يحب، ولكنني أُصر على سطوتي الأبوية، وأن أرسم لك غدك كما أراه، وأنت كعادتك حين كنت فتيًا توهمني أنك انصعت لما قررته، وتمارس في الخفاء كل ما حلمت به".
وتابع زيدان منشوره: "اشتقت إليك أيها المشاكس، نمْ وادعًا، وحين يشاء الله سآتيك لأعانق روحك، وأعتقك من وصايتي القاسية، وأدعك تفعل كل حلمت به. نوار يا جرحي الذي لا يغفو ولا يندمل، كم أفتقدك، واسمح لي أن أهمس لك يا أصغر أحبتي، فأنت طوال الوقت كنت تفهمني: "أقسم لك أنني ضجرتُ من الحزن يا ولدي".
بهذه الكلمات المليئة بالحزن الأبوي الشفيف، واللغة العالية، يعبّر الفنان أيمن عن مكنوناته الصادقة، واستذكارات الألم القاسية، ليضيف في منشور آخر بما يشبه الحوارية الصغيرة "- أريد أن أستريح
- ومتى ستستريح؟
- حين يضجرُ الحزن ويغادرني".
ومن المعلوم أن "زيدان"، خلال السنوات الأخيرة، كان مزاجه ميَّالاً للسوداوية والاكتئاب، نتيجة الخسارات الكبيرة التي لاحقته، فبعد وفاة ابنه "نوار"، توفي شقيقه "شادي" بشكل مفاجئ وهو يُصور أحد أدواره، وكان أيمن حينها بشخصية والده القاسي.