نيروز الإخبارية : توافدت الجموع على افتتاح مهرجان كان السينمائي بدورته السابعة والسبعين، ورغم أن الجميع كانوا يتوقعون دخول ميريل ستريب، وكيفن كوستنر، وأوما ثورمان، وديمي مور، وكريس هيمسوورث، على السجادة الحمراء، إلا أنهم تفاجأوا بدخول الكلب "ميسي" بطل فيلم "تشريح السقوط" Anatomy of a Fall الحائز على السعفة الذهبية العام الماضي، الأمر الذي أضافة لمسة طريفة على الحدث العالمي.
وعلى الرغم من تجمع السحب الداكنة والرذاذ الخفيف، إلا أن الطقس لم يمنع النجوم الذين توافدوا إلى المهرجان من أن يشرقوا بإطلالاتهم الجميلة، من أمثال: ليلي جلادستون، وغريتا جيرويج، وجين فوندا، وجولييت بينوش، والفنانة المصرية يسرى، إلى جانب أعضاء لجان التحكيم وآخرين.
لكن نجمة الليلة كانت - بلا شك - ميريل ستريب التي تسلمت السعفة الذهبية الفخرية، إذ صعدت درجات المسرح على أنغام أغنية "ماما ميا"، في إشارة إلى أحد أكثر أفلامها شعبية، واستقبلت بحفاوة بالغة لمدة دقيقتين، وفي كلمتها أمام الجمهور، تذكرت ما قالته لها والدتها: "عزيزتي، سترون أن كل شيء يسير بسرعة كبيرة".
الفيلم الافتتاحي
وقبل الفيلم الافتتاحي، تم تقديم لجنة التحكيم برئاسة المخرجة جريتا جيرويج و 8 شخصيات سينمائية، من بينهم: المخرجة اللبنانية نادين لبكي، والأستاذ الياباني هيروكازو كور إيدا، والممثلة الأمريكية ليلي جلادستون، وكاتبة السيناريو التركية إبرو سيلان.
وأدلت مخرجة فيلم "باربي" رئيسة لجنة التحكيم بكلمة افتتاحية موجزة، قالت فيها: "أحب السينما، وهذا مقدس بالنسبة لي. الفن مقدس والأفلام مقدسة، ولا أستطيع أن أصدق أنني سأحظى بفرصة قضاء الأيام العشرة المقبلة في بيت العبادة هذا".
وفيلم الافتتاح كوميدي فرنسي بعنوان "الفصل الثاني" للمخرج السينمائي والموسيقي "كوينتين دوبيو" وهو من بين 58 فيلمًا مشاركًا ضمن المسابقة الرسمية والتي ستعرض خلال الـ 12 يومًا المقبلة، ومن بينها 22 فيلمًا مرشحة للسعفة الذهبية.
الأفلام المشاركة الأخرى
المتنافسون هذا العام هم المزيج المعتاد من رواد المهرجانات المنتظمين، والمخرجين لأول مرة الذين لديهم رؤية جديدة للسينما الفنية، والفنانين الفريدين الذين يتخطون حدود الأفلام النوعية.
الفيلم الأكثر انتظارًا هذا العام هو "ميغالوبوليس" للمخرج فرانسيس فورد كوبولا وهو مشروع ملحمي ممول ذاتيًا استغرق إعداده 40 عامًا، وهو من تأليف كوبولا (85 عامًا) مع آدم درايفر وفورست ويتيكر، ويأتي هذا الفيلم ليعلن عودة المخرج الأمريكي الحائز على جائزة السعفة الذهبية مرتين إلى مهرجان كان بعد 45 عامًا من فيلم "أبوكاليبس الآن"، بمزيج من الإثارة والقلق عما سيكون عليه فيلمه الذي من الممكن أن يكون الأخير.
وسيتنافس ضد أفلام ثقيلة أخرى - فيلم الإثارة "الأكفان" للمخرج ديفيد كروننبرغ، ومشروع يورغوس لانثيموس الجديد "أنواع اللطف" مع إيما ستون، و"بارثينوب" لباولو سورينتينو مع غاري أولدمان، والفيلم الموسيقي "إميليا بيريز" للفرنسي جاك أوديار مع سيلينا غوميز.
أما "المبتدئ" للمخرج الدنماركي الإيراني علي عباسي فهو فيلم آخر طال انتظاره، ويؤرخ صعود الشاب دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، في قطاع العقارات خلال السبعينيات والثمانينيات. ومن المقرر أن يُعرض لأول مرة في مهرجان كان في 20 مايو، أي قبل أقل من 6 أشهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة التي يأمل ترامب أن يفوز بها.
وتحظى الصين بتمثيل جيد هذا العام مع فيلمي "أسرى المد والجزر" للمخرج جيا تشانغ كي، و"ليس لها اسم" للمخرج بيتر هو سون تشان.
المخرجات الإناث يحضرن بأربعة أفلام فقط في الاختيار الرئيس: "طائر" للمخرجة البريطانية أندريا أرنولد، "المادة" لكورالي فارجات، "كل ما نتخيله كضوء" لبايال كاباديا، والذي يمثل عودة الهند إلى مسابقة كان، وفيلم أجاثا ريدينجر الأول "الماس البري".
ومن الإجراءات الرمزية لإثبات التزام مهرجان كان بمكافحة التحرش الجنسي الذي تعرضت له مجموعة من الممثلات وأثيرت على إثره اتهامات سيتم عرض فيلم "أنا أيضًا"، وهو فيلم قصير للممثلة جوديث جودريش التي تحولت إلى مخرجة ويسلط الضوء على ضحايا العنف الجنسي في فرنسا.
ومن المقرر أن يتم منح السعفة الذهبية لدورة هذا العام من مهرجان الفيلم في 25 مايو، كما يتم الاحتفال بمبدع حرب النجوم جورج لوكاس في ليلة الختام.