إربد، المدينة التي تمتزج فيها عراقة التاريخ بجمال الطبيعة، تقع في شمال الأردن على بُعد 71 كم من العاصمة عمّان، وهي إحدى أكبر المدن الأردنية وأهمها. تتميز بموقعها الاستراتيجي بين سهول خصبة، ما جعلها مركزاً زراعياً وتجارياً منذ القدم.
كانت إربد معروفة باسم أرابيلا في العصر الروماني، وازدهرت كمركز حضري مهم في عهد الفتح الإسلامي بعد معركة اليرموك. واليوم، تعرف المدينة باسم "عروس الشمال"، تعبيراً عن جمال موقعها ونقاء هوائها.
تضم إربد العديد من المعالم الأثرية الهامة، مثل تل إربد، ومتحف دار السرايا، وسور إربد القديم، مما يروي قصص الحضارات التي تعاقبت عليها منذ آلاف السنين. وتشتهر المدينة بمكتبتها الحسينية في جامعة اليرموك، التي تعد واحدة من أكبر المكتبات في الشرق الأوسط، بأكثر من 600 ألف مصدر معلومات.
تحتفظ إربد بأصالتها من خلال الأكلات الشعبية التي تميز المائدة الأردنية، مثل المنسف والمكمورة والمقلوبة، التي تجسد تقاليد أهلها وكرم ضيافتهم.
بالتنوع التاريخي والثقافي والجغرافي، تبقى إربد لؤلؤة شمال الأردن، تحتضن بين طياتها عبق الماضي وتألق الحاضر.
استمرار التنمية والتطور
رغم تمسكها بإرثها التاريخي، لم تغفل إربد عن التطور والتحديث. فاليوم، تعد مركزاً تعليمياً مهماً في الأردن بفضل وجود جامعات مرموقة مثل جامعة اليرموك وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية. هذا بالإضافة إلى التطور العمراني والخدمات المتنوعة التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة تحت قيادة رئيس بلديتها نبيل الكوفحي، الذي يعمل على تطوير البنية التحتية والمشاريع التنموية التي تسهم في تحسين مستوى الحياة لسكان المدينة وزوارها.
الطبيعة والاقتصاد
تتميز إربد بتنوع تضاريسها؛ حيث تمتد سهولها الخصبة، التي تشكل مورداً مهماً للزراعة. ويمثل هذا التنوع الطبيعي إضافة اقتصادية للمدينة، إذ تعد من أهم المناطق الزراعية في الأردن، ما يجعلها تلعب دوراً كبيراً في توفير العديد من المحاصيل الزراعية.
يبلغ عدد سكان إربد حوالي نصف مليون نسمة، يعيشون في وئام بين مختلف مكونات المجتمع، حيث يشكل المسلمون أغلبية السكان، مع وجود لافت للعائلات المسيحية التي تسهم بشكل كبير في نسيج المجتمع المحلي.
معالم بارزة وأثرية
من بين المعالم البارزة في إربد:
متحف التراث الشعبي.
متحف الآثار في إربد.
برج المراقبة في وادي الغفر.
المسجد المملوكي القديم.
كما تجري حالياً عمليات ترميم لمنزل علي خلقي الشرايري، وهو أحد المنازل التاريخية الهامة في المدينة.
بجمالها الطبيعي وتاريخها الغني، تظل إربد وجهة رئيسية لكل من يرغب في استكشاف جمال الأردن وتراثه، فهي حقاً عروس الشمال التي تجمع بين الماضي الأصيل والحاضر المزدهر، لتبقى واحدة من أبرز المدن الأردنية التي لا تُنسى.
الثقافة والتواصل الاجتماعي
إربد ليست فقط مدينة تاريخية بل هي مركز للثقافة والفنون، فهي تحتضن العديد من الفعاليات والمهرجانات الثقافية السنوية التي تعزز التواصل الاجتماعي بين سكانها وزوارها. وتحتضن المدينة منتديات أدبية وثقافية، كما تُعتبر بيئة خصبة للمواهب الأدبية والفنية، مما يعزز من دورها كمحور ثقافي في الشمال الأردني.
ختاماً، إربد هي أكثر من مجرد مدينة؛ إنها قصة مستمرة من التراث والجمال، تجمع في تفاصيلها الأصالة مع روح العصر الحديث، مما يجعلها عروساً متألقة بين مدن الأردن.