ما يجري اليوم، وما جرى بالأمس، وما يُخطَّط له في المستقبل، يثير السؤال: ما الذي يسعون إليه بكل هذه الضغوط؟ وما الهدف الذي يطمحون لتحقيقه؟
من المسلّمات أن الاحتلال والإحلال لا يمكن أن يتحققا عن بعد. فلا بد للمحتل من دخول أرض العدو لتحقيق مطامعه، سواء أكانت سياسية أم توسعية. وهنا تظهر المواجهة الحتمية وجهًا لوجه. لكن يبقى السؤال: من الأجدر بالنصر والأحق بالبقاء؟ أصحاب الأرض والتاريخ، أم الغزاة العابرون؟
الإجابة على هذا السؤال تستدعي قراءة التاريخ، من حقبة اليونان والرومان والفرس، إلى المغول والصليبيين، وصولًا إلى الاستعمار الأوروبي والأمريكي. ورغم الفوارق في قوة تلك الإمبراطوريات الذاتية مقارنة بالقوى المصطنعة اليوم، كانت النتيجة واحدة: الأرض لأهلها، والمستعمر مصيره الزوال.
صحيح أن المواجهات لم تخلُ من التضحيات. فقد أُزهقت أرواح الملايين، ودُمِّرت الممتلكات، لكن النتيجة كانت دائمًا لصالح الشعوب الصامدة، المواجهة عند المسافة صفر، كما وصفها الدويري - حفظه الله.
وفي هذا السياق، لا بد أن نتذكر أن كل ما يجري يتم بقدر الله. كما قال الحسين رضي الله عنه وأرضاه، عندما نصحه ابن عمه عقيل بالعدول عن مسيره إلى العراق، فأجابه: "إنني سائر لأمر قد أراده الله."
هنيئًا لمن اختار طريق الحق، وصمد على درب النضال، وهنيئًا لكل من قضى نحبه في سبيل الله، كي تبقى أقدامهم ثابتة على الأرض التي لا تخون أصحابها.