في عالم التربية، تبرز بعض المواقف التي ترسم الفارق بين التعليم الذي يبني والثقافة التي تهدم. فالمعلم ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو صانع للأمل، ومهندس للثقة في نفوس طلابه.
كانت تلك المعلمة تدرك جيدًا أن الكلمة قد تكون جناحًا يرتفع به الطالب أو حجرًا يعثر به. لم تقل يومًا "إجابة خاطئة"، بل كانت تقول: "اقتربت من الإجابة الصحيحة، من يستطيع إعطاء إجابة أخرى؟"، فاتحةً بذلك باب المحاولة مرة أخرى دون إحباط.
أما الجملة الأروع، التي تحمل في طياتها فلسفة تعليمية عميقة، فكانت عندما أجاب أحد الطلاب إجابة غير صحيحة، فقالت له بابتسامة: "هذه إجابة صحيحة لغير هذا السؤال." لم تقتصر كلماتها على التصحيح، بل منحت الطالب شعورًا بأنه يمتلك معرفة، لكنها تحتاج فقط إلى التوجيه.
إن مثل هذه النماذج من المعلمين هم الذين يتركون أثرًا لا يُمحى في نفوس طلابهم، فيجعلون من الفصل الدراسي مساحة آمنة للتجربة، ومن الخطأ خطوة نحو النجاح، لأنهم يدركون أن التعليم الحقيقي لا يقوم على التحطيم، بل على التحفيز.
التربية ليست تلقينًا، بل بناء للثقة.. وقلوب المربين الحقيقيين لا تعرف سبيلاً للتحطيم المعنوي.