عمّان : في إطار الجهود الوطنية الهادفة إلى دعم الابتكار والتكنولوجيا في مواجهة التحديات البيئية والمناخية، نظم المركز الثقافي الملكي التابع لوزارة الثقافة، بالتعاون مع شركة القبة السماوية للتنمية والتطوير، صباح اليوم الثلاثاء الموافق 21/10/2025، ورشة عمل علمية وتطبيقية بعنوان:
"تكنولوجيا الفضاء والتطبيقات الذكية: حلول مبتكرة لمواجهة التغير المناخي وتعزيز الأمن الغذائي في الأردن".
وشهدت الورشة حضور عدد من أصحاب السعادة الأعيان والنواب واصحاب العطوفة وكبار ضباط القوات المسلحة، إلى جانب عدد من الخبراء والمهندسين والمهتمين بعلوم الفضاء والاستشعار عن بُعد، وطلبة الجامعات الأردنية من مختلف التخصصات العلمية.
وقدّمت الورشة المهندسة هيلانه صالح النجار، الخبيرة في تكنولوجيا الفضاء والذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بُعد، والتي تضمنت عرضاً شاملاً تناولت فيهِ أحدث التقنيات الفضائية وتطبيقاتها الذكية في الزراعة والمياه والبيئة، حيث استعرضت كيف يمكن للأقمار الصناعية والرادار الجوي والدرون المساهمة في رصد التغيرات المناخية، وتحليل الغطاء النباتي، ومراقبة الموارد المائية، ودعم نظم الإنذار المبكر للكوارث الطبيعية، من خلال دمج تقنيات الفضاء والخوارزميات مع الذكاء الاصطناعي.
وتناولت النجار خلال العرض تجارب أردنية رائدة مثل مشروع الإدارة الذكية للمزارع باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والفضاء، ومبادرات مراقبة الغابات والحرائق عبر صور الأقمار الصناعية، مؤكدةً أن الفضاء أصبح اليوم أداة رئيسية لدعم التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي.
كما استعرضت النجار أبرز التحديات التي تواجه الأردن نتيجة التغيرات المناخية المتسارعة، وعلى رأسها شح الموارد المائية وتدهور الأراضي الزراعية والتصحر، وتراجع الإنتاج الزراعي وازدياد موجات الجفاف والفيضانات المفاجئة.
وأكدت أن الأردن يُعدّ من أكثر الدول فقراً مائياً في العالم، حيث تقل حصة الفرد السنوية عن 100 متر مكعب مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 1000 متر مكعب للفرد سنوياً، الأمر الذي يفرض ضرورة التحول نحو إدارة ذكية ومستدامة للموارد.
وبيّنت النجار أن تكنولوجيا الفضاء قدّمت حلولاً مبتكرة لمواجهة هذه التحديات، الأمر الذي ادى الى اتاحة تحليل التغيرات البيئية بدقة، والتنبؤ بمخاطر الجفاف والحرائق، وتحديد مناطق الإجهاد المائي في الأراضي الزراعية.
كما أسهمت هذه التقنيات في تطوير نظم الإنذار المبكر للكوارث الطبيعية، وتعزيز كفاءة استخدام المياه في الزراعة عبر تقنيات الري الذكي والزراعة الدقيقة، إضافة إلى دعم اتخاذ القرار المبني على البيانات في المؤسسات الحكومية والبحثية.
كما تطرقت إلى أهمية الزراعة الدقيقة والمناخية الذكية في تحسين إنتاجية المحاصيل وترشيد استخدام المياه في ظل محدودية الموارد المائية في الأردن، مشيرة إلى أن دمج الذكاء الجيومكاني (GeoAI) مع بيانات الأقمار الصناعية يمثل نقلة نوعية في إدارة القطاعات الحيوية.
وفي ختام الورشة، دار نقاش موسّع بين المشاركين حول سبل تطوير قطاع تكنولوجيا الفضاء في الأردن وتعزيز دوره في خدمة الزراعة والبيئة والاقتصاد الوطني، حيث قدّم الحضور مجموعة من التوصيات العملية أبرزها:
إنشاء هيئة أردنية موحدة للفضاء لتنسيق الجهود الوطنية خلال الأشهر القادمة.
إعداد الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2025–2035 وربطها بأهداف التنمية المستدامة.
إدخال برامج أكاديمية متخصصة في الجامعات الأردنية في مجالات هندسة الفضاء والاستشعار عن بُعد.
دعم الشركات الناشئة العاملة في مجال البيانات الفضائية والذكاء الاصطناعي الزراعي.
تعزيز مشاركة الشباب والطلاب في المسابقات والمؤتمرات الفضائية الدولية.
وفي نهاية الفعالية، عبّر المشاركون عن تقديرهم لجهود وزارة الثقافة والمركز الثقافي الملكي في احتضان المبادرات العلمية التي تجمع بين التكنولوجيا والتنمية المستدامة، مؤكدين أن هذه الورش تمثل نقطة انطلاق نحو بناء قدرات وطنية في علوم وتطبيقات الفضاء.