في مثل هذا اليوم من كل عام، تتجدد في قلوبنا مشاعر الفخر والحزن معًا، حين نستذكر بعيون دامعة وقلوب مفعمة بالعزة ذكرى استشهاد البطل الوكيل الغطاس حارث ناصر الزقيمي الجبور (أبو كرم)، أحد أبناء الوطن الأوفياء، وأحد فرسان مديرية الدفاع المدني الأردني الذين نذروا أنفسهم لحماية الأرواح والممتلكات، وسقوا بدمائهم الطاهرة تراب الأردن الطيب.
لم يكن الشهيد الجبور مجرد رجل خدمة عامة، بل كان رجل واجب وشرف وإنسانية، حمل شعار الدفاع المدني بكل فخر، وارتدى بزّته العسكرية مؤمنًا بأن خدمة الناس عبادة، وأن التضحية في سبيل الوطن شرف لا يناله إلا المخلصون.
وفي لحظة من لحظات البطولة التي لا تُنسى، ترجل حارث عن صهوة الواجب، مضحيًا بنفسه ليحيا غيره، ولتُكتب اسمه في سجل الخالدين.
الأبطال لا يموتون، بل يرحلون لتبقى ذكراهم حيّة في وجدان الأمة. فكل من عرف الشهيد حارث الزقيمي يعرف أنه كان رمزًا للبسالة، ووجهًا من وجوه النخوة الأردنية الأصيلة، التي تُعلّمنا أن الوطن لا يُحفظ بالكلام، بل بالأفعال والتضحيات.
في ذكرى استشهاده، نقف إجلالًا واحترامًا لروحه الطاهرة، وندعو الله أن يتقبله في عليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
رحم الله شهيد الوطن والواجب الوكيل الغطاس الحارث الزقيمي الجبور ، وجعل ذكراه منارة للأجيال، تروي لهم قصة بطلٍ آمن أن خدمة الناس رسالة، وأن التضحية في سبيل الوطن خلودٌ لا يفنى.