في زمنٍ تتباين فيه المواقف وتتعدّد فيه الأصوات، يبقى بعض الرجال علامات فارقة، يشهد لهم القريب قبل البعيد بأنهم أصحاب كلمة حق، وذوو أثر طيب لا يُمحى. ومن بين هؤلاء الرجال يبرز اسم المهندس أمجد محمد البدر الخريشا، ابن البادية الوسطى، ونشميّ من أبناء قبيلةٍ عريقة رسّخت جذورها في الأرض، وارتفعت أغصانها إلى العلا شموخًا… قبيلة بني صخر الكريمة.
لم يكن المهندس أمجد يومًا باحثًا عن الأضواء، بل كان صانعًا لها من خلال عمله وأخلاقه ومواقفه. فهو رجلٌ إذا قال صدق، وإذا وقف كان موقفه ثابتًا لا تهزّه الظروف ولا تغيّره المصالح. يؤمن أن كلمة الحق أمانة، وأن إرضاء الله عز وجل هو الغاية الأولى التي لا تُساوَم.
بهذه الروح الطيبة والمعدن الأصيل، دخل قلوب الناس دون استئذان، فحاز محبتهم واحترامهم بما عُرف عنه من طيب المعشر، وحسن الخلق، ورحابة الصدر.
ينتمي المهندس أمجد إلى جيل من شباب بني صخر الذين يجسّدون الوفاء والشهامة والخلق الرفيع. جيل حمل إرث القبيلة، وواصل طريقها في المواقف المشرفة والسمعة الطيبة، فكان من خيرة الخيرة من أبنائها.
ومهما كتبنا، تبقى الكلمات قاصرة عن إيفائه حقه؛ فالصفات التي يتحلى بها تتجاوز حدود السطور. نعمَ الأخ والصديق وابن العم والرفيق الغانم الوفي؛ رجلٌ يشهد له الجميع بالاحترام، ويقف له كل من عرفه تقديرًا لمروءته وطيبته وخدماته للآخرين.
ولم يكن عطاؤه محصورًا في طيب الخلق فقط، بل امتد إلى مواقع العمل والمسؤولية، حيث شغل عددًا من الأدوار التي تعكس كفاءته ووعيه المجتمعي، فهو:
سفير في منتدى القدس لحل النزاعات ومساندة حقوق المرأة والطفل.
عضو في التجمع الأردني المؤيد للنظام الهاشمي.
رئيس قسم في الجامعة الأمريكية في مادبا.
يحمل بكالوريوس الهندسة التكنولوجية.
وحاصل على شهادة مدقق داخلي في الأيزو.
هذه السيرة ليست مجرد معلومات، بل قصة رجل جمع بين العلم والخلق، بين الشجاعة والتواضع، وبين الانتماء الحقيقي لوطنه وقبيلته وأهله.
ختامًا…
تبقى تحيّة الوفاء للمهندس أمجد محمد البدر الخريشا أقلّ مما يستحق، لكنّها تعبير دافئ عن التقدير لرجلٍ صنع أثرًا، وترك بصمة، وارتقى بمواقفه إلى ما يليق برجال البادية وكرام الناس.