بقلوب يملؤها الحزن، وبعين دامعة ولكنها مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعى أهالي الصريح وكل من عرفوا الفقيد الطيب رشدي محمد عبدالحافظ أبو أنور، الرجل الذي ترك بصمة لا تُنسى في مجتمعه، ورحل اليوم تاركًا خلفه إرثًا من الخير، والمحبة، والإصلاح.
كان المرحوم من احدى وجهاء حي نزال بالصريح ومن الرجال الذين يُشار إليهم بالبنان؛ رجلٌ عرفه الناس بابتسامته الهادئة، وحكمته الواسعة، ورغبته الصادقة في جمع القلوب لا تفريقها. امتلك قلبًا كبيرًا، ويدًا بيضاء، وروحًا مُحبّة لا تتأخر يومًا عن واجب ولا تتهرب من مسؤولية.
رجل الإصلاح… صاحب المبادرات الإنسانية
عُرف أبو أنور بقدرته على إصلاح ذات البين، والسعي بين الناس بالحسنى، وتهدئة النفوس في أصعب الخلافات.
كان من الرجال الذين يتعبون حتى يرتاح غيرهم، ويُصلحون حتى يسود السلام.
مبادراته الخيرية كانت تمد يد العون بلا تردد، وبركة الخير التي حملها في قلبه وصلت إلى بيوت كثيرة دون أن ينتظر شكرًا ولا مقابلًا.
مكانته في المجتمع
لم يكن مجرد رجل من وجهاء المنطقة؛ بل كان رمزًا للصفاء، وقدوةً في الأخلاق، وصوتًا نقيًا يُسمع عندما تتشابك الأمور.
ترك أثرًا لا يُمحى، وحضورًا سيبقى محفورًا في الذاكرة، لأن الرجال أمثاله لا يغيبون… وإن غاب الجسد.
مصاب جلل… وخسارة موجعة
رحيل أبو أنور خسارة للصريح، ولأهل الخير، ولكل من عرفه أو تعامل معه.
خسارة لرجل كان يُطفئ النار قبل أن تشب، ويُعيد الود بعد أن يتباعد، ويقف سدًّا أمام أي شر يمكن أن يمس أهل بلده.
الدعاء له
نسأل الله تعالى أن يرحم الفقيد رحمة واسعة،
وأن يجعل مثواه الجنة،
وأن يجزيه عن كل مبادرة خير، وكل كلمة إصلاح، وكل موقف إنساني أجراً لا ينقطع.
كما نسأله سبحانه أن يُلهم أهله وذويه وعموم آل أبو عايشة الصبر والسلوان، وأن يخفف عن قلوبهم ألم الفقد.
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله رجلًا عاش كريمًا، وأصلح بين الناس، وأحب الخير، ورحل وذكره الطيب يسبق اسمه.