يشكل قدوم طفل جديد إلى الأسرة لحظة فرح لا تُنسى، لكن في بعض الحالات قد تصاحبها مخاوف من احتمالية وجود عيوب خلقية. وتشير الإحصائيات إلى أن نحو 3% من الأطفال حديثي الولادة في الولايات المتحدة ،أي طفل واحد من بين كل 33 مولودًا ، يولدون بعيب خلقي سنويًا.
فإن معظم هذه التشوهات يمكن رصدها مبكرًا عبر فحوصات الموجات فوق الصوتية قبل الولادة، مما يمنح الوالدين والأطباء الوقت الكافي للاستعداد، وقد يتيح التدخل الطبي قبل الولادة في بعض الحالات.
1- الموجات فوق الصوتية ليست لمعرفة جنس الجنين فقط
يعتقد الكثيرون أن الهدف الرئيسي من السونار هو تحديد جنس الجنين، لكن الحقيقة أن دوره يتجاوز ذلك بكثير.
فالموجات فوق الصوتية تمثل أداة تشخيصية أساسية وآمنة تُستخدم لمتابعة:
نمو الجنين وتطوره
سلامة الدماغ والقلب والرئتين
تكوين البطن والأطراف
صحة المشيمة وكمية السائل الأمنيوسي
ولا يعتمد هذا الفحص على الإشعاع، بل على موجات صوتية عالية التردد توفر صورًا دقيقة تساعد الأطباء في اكتشاف أي مشكلات أثناء الحمل.
2- النتائج غير الطبيعية تعني دائمًا أخبارًا سيئة
يشعر الآباء بالقلق عند ظهور نتائج غير معتادة، لكن الخبراء يؤكدون أن ذلك لا يعني بالضرورة وجود مشكلة خطيرة.
فقد تكون:
نتائج إيجابية خاطئة بسبب زاوية التصوير أو حركة الجنين
حالات عابرة وغير خطيرة تزول تلقائيًا
ملاحظات تحتاج فقط إلى متابعة دورية دون أي تدخل
وتعد الأكياس الصغيرة التي تظهر أحيانًا في الموجات فوق الصوتية مثالًا على الحالات الحميدة التي لا تستدعي القلق.
3- لا يمكن فعل شيء تجاه تشوهات الأجنة
واحدة من أكثر الخرافات انتشارًا هي الاعتقاد بأنه لا يمكن التعامل مع أي عيب خلقي يظهر أثناء الحمل.
لكن الطب الحديث أثبت العكس تمامًا، إذ يمكن:
التدخل جراحيًا داخل الرحم في بعض التشوهات
التخطيط للرعاية المتخصصة بعد الولادة مباشرة
نقل الحمل إلى مركز طبي مجهز لحالات الولادة الحرجة
متابعة نمو الجنين وتحديد أفضل توقيت للولادة
وبفضل التقدم الطبي، أصبحت العديد من الحالات قابلة للعلاج أو التحسن قبل الولادة أو بعدها مباشرة.
4- فحص السونار مرة أو مرتين فقط يكفي طوال الحمل
يعتقد البعض أن إجراء فحص الموجات فوق الصوتية في الثلث الأول والثاني من الحمل هو الحد الكافي، بينما الواقع أن عدد مرات الفحص يعتمد على حالة الحمل وصحة الجنين.
ففي حالات الاشتباه بعيب خلقي، أو وجود أمراض لدى الأم مثل السكري وارتفاع الضغط، يوصي الأطباء بمتابعة دورية للتأكد من أن نمو الجنين يسير بصورة طبيعية.
دور الفحص المبكر في حماية صحة الجنين
يساعد كشف المشكلات مبكرًا عبر السونار في:
تجنب المضاعفات الخطيرة
اتخاذ قرارات علاجية أفضل
دعم الأسرة نفسيًا ومعرفيًا
تجهيز فريق طبي متخصص لحظة الولادة
كما يمنح الوالدين القدرة على فهم حالة طفلهم واتخاذ الخطوات المناسبة لضمان أفضل رعاية ممكنة قبل وبعد الولادة.
رغم أن أخبار التشوهات الجنينية قد تسبب قلقًا طبيعيًا للأهل، إلا أن التشخيص المبكر عبر الموجات فوق الصوتية يمثل أمانًا حقيقيًا، ويكشف معظم الحالات بدقة، ويساعد على وضع خطة علاجية فعّالة.
ومع التقدم الطبي المستمر، أصبح التعامل مع العديد من العيوب الخلقية ممكنًا سواء أثناء الحمل أو بعد الولادة، مما يزيد فرص الأطفال في حياة صحية أفضل