كتب المهندس طلال الفايز:
مرت تسع سنوات على رحيلك يا أبي، المرحوم المقدّم محمد فالح أبو جنيب، الذي كان أول مظلي أردني في القوات الخاصة.
فلا صوتك غاب، ولا وجهك يُنسى، ولا ذكراك عن القلب تُمحى، فهي باقية فينا، وللهِ البقاء.
لا الصبر مكّنني من النسيان، ولا الأيام أقنعتني برحيلك، ولا رحيل بعد رحيلك يُذكر.
مرت السنين، ولم ترحل ذكرياتك يا أبي، لازلت أذكرك وأذكر كلامك الطيب. بعد مرور هذه السنوات على وفاتك، أيقنتُ أن الفواجع تبقى كما هي، ولو مر الدهر، وأن الحزن على رحيلك لا يموت.
فلا ألم يضاهي ألم فقدانك، ولا ذكرى أبشع من ذكرى رحيلك، ولا حزن يفوق حزن فقدك.
مرت السنين يا أبي، وكأننا بالأمس فقدناك.
رحمك الله يا من كنت وستبقى أغلى إنسان، رحلت جسدًا وستبقى روحك الطاهرة في قلوبنا. ستبقى الرجل الذي نفتخر به، نفتخر بخصاله وطيبته وحنيته.
اللهم إن أبي بين يديك، فارحمه واغفر له، وارض عنه، وبارك عليه في قبره، واجعله من الصالحين المستبشرين.
اللهم اجعل الجنة تحتضن أبي كما احتضننا في صغرنا، وارحمه بعدد من ذكرك وشكرك، واغفر له بعدد من صلى وكبر، يا رب ارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء، واجعله ممن يمشون على الصراط سريعًا لينجو من حرّها ولهيبها إلى جنات النعيم.
غفر الله لك يا والدي، ورحمك رحمة واسعة، وجعلك من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
ابنك الذي لن ينساك،
م. طلال الفايز.