كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة "أوبن إيه آي" أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها روبوت الدردشة "شات جي بي تي"، تساعد الموظفين على توفير ما بين 40 دقيقة إلى ساعة يومياً في إنجاز مهامهم العملية. وشمل المسح 9 آلاف موظف يعملون في 100 شركة متنوعة، تتضمن مجالات مثل علوم البيانات والهندسة والاتصالات والمحاسبة، في خطوة تؤكد الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في بيئات العمل الحديثة، وفق ما نقلت وكالة "بلومبرج".
تحسين جودة العمل وسرعته
أظهرت نتائج المسح أن ثلاثة أرباع المشاركين شهدوا تحسنًا ملموسًا في سرعة إنجاز المهام وجودة المخرجات بفضل الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي. وأشار الموظفون إلى أن "شات جي بي تي" لا يقتصر على المساعدة في المهام الروتينية البسيطة، بل يمتد إلى دعم عمليات التحليل وصياغة التقارير وحتى تقديم توصيات تساعد في اتخاذ القرارات اليومية. ويعكس ذلك قدرة التكنولوجيا على رفع مستوى الإنتاجية والكفاءة بشكل واضح.
تسارع اعتماد المؤسسات على الذكاء الاصطناعي
وأوضح براد لايتكاب، الرئيس التنفيذي للعمليات في "أوبن إيه آي"، أن اعتماد المؤسسات لتقنيات الذكاء الاصطناعي يتسارع بوتيرة تتجاوز أحيانًا سرعة اعتماد المستهلكين لهذه التكنولوجيا. وأضاف أن الشركات بدأت تدرك الفوائد الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي في توفير الوقت، تقليل الأخطاء، وتحسين فعالية العمليات التشغيلية، ما يجعل هذه الأدوات جزءاً أساسياً من خطط التحول الرقمي.
الذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز الابتكار
وأشار خبراء إلى أن استخدام "شات جي بي تي" وأدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى يسمح للموظفين بالتركيز على المهام الأكثر إبداعًا واستراتيجية، بدلاً من الانشغال بالأعمال الإدارية المتكررة. ويعد هذا التحول خطوة نحو بيئة عمل أكثر ذكاءً ومرونة، حيث تتكامل التكنولوجيا مع الكفاءات البشرية لتعظيم الإنتاجية ودعم الابتكار داخل المؤسسات.
آفاق مستقبلية واعدة
تأتي هذه النتائج في وقت تتسارع فيه المنافسة بين الشركات لتبني حلول الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعزز دور هذه التكنولوجيا كأداة استراتيجية أساسية في تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين بيئات العمل. ويؤكد المسح أن المستقبل سيشهد توسعًا أكبر لاستخدام هذه الأدوات في مختلف القطاعات، بما يسهم في تحويل طريقة أداء الموظفين لأعمالهم اليومية بشكل جذري.