نيروز الإخبارية : تختتم في السابعة من مساء اليوم الأحد في سينما الرينبو بشارع الرينبو فعاليات الدورة 16 "بنك الحقوق" من مهرجان "كرامة.. سينما الإنسان" الذي ينظمه سنويًا "المعمل 612 للأفكار".
يتضمن يوم الختام عرض الفيلم السوداني التسجيليّ الطويل "الخرطوم" (78 دقيقة، 2025)، الذي يتناول بلمسات خمسة مخرجين: أنس سعيد، روية الحاج، إبراهيم سنوبي أحمد، تيميا محمد أحمد وفيل كوكس، حَيَوات خمس شخصيات سودانية: موظفًا حكوميًا، سيدة تقديم الشاي، متطوعًا في لجنة المقاومة، وصبييّ شوارع، يبحثون جميعهم عن الحرية.
كما تعلن في يوم الختام أسماء الأفلام الفائزة بجائزة ريشة كرامة لأفضل فيلم وثائقي، وجائزة ريشة كرامة لأفضل فيلم روائي، إضافة لجائزة الأفلام الأردنية القصيرة.
وكانت انطلقت قبل أيام في المركز الثقافي الملكي، وسط أجواء وجدانية إنسانية شفيفة، فعاليات الدورة 16 من مهرجان كرامة، مواصلًا "المعمل 512 للأفكار"، منظم المهرجان والمشرف عليه، انحيازه، من خلال نوعية الأفلام التي يستقطبها لكل دورة من دوراته، انحيازه للإنسان أينما كان، ورهانه على فرص التحليق الإنسانيّ الرفيع في فضاءات الكرامة والحرية والعدالة.
الكرسي الفارغ خصص في دورة هذا العام لأطفال غزّة بحسب ما أعلنت مديرة المهرجان المخرجة سوسن دروزة قائلة: "تحية يا أطفال غزّة.. في ذروة الألم تنهض أسماؤكم كفجرٍ صغير.. يذكّر أن الغد ممكن.. أنتم براءة الحياة حين تشتدّ قسوتها.. الضوء الذي لا يخبو.. النص الذي يُبقي للبيوت معنى.. في ضحكاتكم المؤجّلة وعد فرح.. وفي كلماتكم القليلة اتساع حياة.. واليوم.. نقف أمام الكرسي الفارغ إجلالًا.. ليس غيابيًا.. بل شهادة حضورٍ لا يُمحى ونداء لعودتكم آمنين.. وها نحن نضع على الكرسي أسماءكم وأحلامكم معاهدين أن تبقى مصونة لا تنتهك.. تحيةً متواضعةً لصمودكم واحتفاءً ممكنًا بشجاعتكم.. متبنّين إعلانًا لا لبس فيه: يحق لكم الحماية والفرح والطفولة الآمنة.. علمًا أن كل دقيقة تحت الخطر هي نداء عدل لا يؤجّل.. سلام لكل طفل يحلم.. لكل روح تأبى الانكسار.. وكل صوت يختار الأمل.. وها نجن نرفع الأكفّ ان تقترب أيامكم من الضحك واللعب ومن الحياة التي تستحقونها.. آمين".
بدوره يواصل المدير الفني للمهرجان المخرج إيهاب الخطيب تأكيد ضرورة الحفاظ على ما ينبت في الوعي لأنه لا يقل أهمية عمّا ينبت في الأرض قائلًا: "قبو الحقوق الأساسية هو تصور لمستودع حضاري مقاوم، يُصمَّم لحماية الوثائق المحورية للإنسانية؛ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الدساتير، المواثيق والكتب السماوية في صيغ ورقية ورقمية مشفّرة، ويقع في منطقة آمنة بيئيًا وجغرافيًا. يشبه في فكرته "بنك البذور العالمي"، لكنه لا يحفظ ما ينبت في الأرض، بل ما ينبت في الوعي"، متسائلًا: "هل يمكن أن نؤسس بنكًا لا يحفظ الأرباح، بل يصون الحقوق؟ أرشيفًا حيًا، خزينة بشرية، وذاكرة مقاومة؟".
الأفلام الأردنية على اختلاف أنواعها كان لها في دورة هذا العام نصيب وافر ولافت. وهو الأمر نفسه الذي حظيت به الأفلام الفلسطينية، أو التي تتناول القضية الفلسطينية، خصوصًا ما يتعلق منها بما تتعرّض له غزّة من إبادة جماعية. آلام اللجوء ومخاطر الغرق في بحار الدنيا، من المواضيع التي يواصل "المعمل 612 للأفكار" التركيز عليها ومنحها مساحة تنفس ضمن برنامج عروضه ونقاشات ما بعد تلك العروض.
كثير من مخرجي الأفلام التي شاركت في دورة هذا العام حضروا عروضها وتناقشوا مع جمهورها حولها.
وكثير من لحظات الدورة الجديدة ستبقى حيّة في وجدان من يحترمون حقوق الإنسان، محفوظة في بنك حقوقها، مشرعة لشرفات الأمل المطلّة على الضفة الأخرى من التطلعات، ومن فرص التلاقي بين جغرافيات الكوكب وضفاف القوميات.