في عام 1995 تعرّض العقيد الطيار المقاتل مهند العطعوط لحادثة سقوط طائرته من طراز «الكوبرا» أثناء قيادته لها، وهو حادث خلّف آثارًا وإصابات جسدية ونفسية تركت بصمتها في مسيرته وحياته.
ويُعد الكابتن الطيار العطعوط من ضباط سلاح الجو المعروفين بحبهم العميق للطيران، إذ حلّق في سماء الوطن مدافعًا عنه، بدءًا من أجواء العاصمة عمّان، مرورًا بالحدود الأردنية الشمالية والشرقية، مجسدًا أسمى معاني الانتماء والتفاني.
ورغم قسوة الإصابة، نجح الكابتن العطعوط في التأقلم مع واقعه الجديد، بل وتجاوز حدود إعاقته الجسدية، حين حلّق بفكره وعزيمته نحو أفق أوسع، فبادر إلى إطلاق فكرة إنشاء مظلة اجتماعية تضم المصابين العسكريين، وخاصة ذوي الإصابات الشديدة، تُعنى بتأهيلهم نفسيًا وجسديًا، وتساعد في إعادة دمجهم في المجتمع كأعضاء فاعلين ومنتجين، كي لا يتحولوا إلى عبء على أسرهم.
وفي عام 1997، أي بعد عامين فقط من إصابته، بدأ العقيد الطيار العطعوط بالتواصل مع عدد من الشخصيات، وطرح فكرته التي لاقت صدى إيجابيًا لدى سمو الأمير رعد بن زيد، الذي تبناها ونقلها بدوره إلى جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه. وقد ثمّن جلالته هذه المبادرة الإنسانية، وقدم دعمه الكامل لها، موجّهًا بتوفير كل التسهيلات اللازمة لإخراجها إلى حيز الوجود بأسرع وقت ممكن.
إنه فارس حقيقي جعل من معاناته بلسمًا يداوي به جراح غيره، وقصة وطنية مشرّفة تُجسد معنى الإرادة والتضحية.
ولكل الشرفاء تحية تقدير واحترام، مقرونة بالدعاء بالشفاء العاجل لهذا الأردني البطل.