لقد ظهرت في الآونة الأخيرة بشكل واضح تماماً لا يخفى على أحد في بلادنا فئة من الانتهازيين السياسين الفاسدين وهي ليست بالظاهرة الجديدة تاريخياً فمنذ بداية الانسانية وتطور البشرية الى مجتمعات مدنية وظهور أنظمة الحكم وتنظيمات الدولة بمؤسساتها المتعدده الاقتصادية والاجتماعية برزت فئة إنتهازية وصولية من الناس تتنفع وتتكسب على حساب فئات المجتمع الأخرى وَعم مفهوم (الغاية تبرر الوسيلة) وصارت صفة ملازمة لفئة ليست بالقليلة للعاملين بالحقل السياسي ..
" تكوينها "..تتكون الانتهازية السياسية والتي توصف بأنها ممارسة واعية واستفادة أنانية من الظروف من فئة هامة من الأفراد الذين يعيشون بطرق غير مشروعة تقوم على الاحتيال واقتناص الفرص التجارية وتمرير الصفقات المشبوهة والسمسرة والوساطة وغيرها من الطرق الفاسدة.. وهذه الفئة تعمل في ميادين متعددة كالتجارة و(المقاولات) والتهريب والمضاربة بالأراضي وو الخ ..وهي تحاول دائما الإلتصاق بالطبقة السيادية الصانعة للقرار السياسي فتسعى لأن تُكون معها علاقات نفعية بشتى الوسائل كالتنفيع والرشوة وتخلط نشاطها الاقتصادي بالأساليب اللامشروعة .. وقد تدخل هذه الفئة الحياة السياسية وتشارك في التأييد أو المعارضة لتحقيق مصالحها الخاصة أو لحمايتها وتتغير مواقفها إذا ما تغير ميزان القوى السياسي في البلاد.. وقد لا تكتفي بذلك بل تذهب إلى منح تأييدها لأفكار وشعارت السياسي فلان او الحزب هذا او ذاك رغم أن ذلك يكون غالباً بدون ثقافة وفهم.. فهذه الفئة تشكل مصدرا مهما لظهور "الانتهازيين" بشكلهم البدائي لأنها عادة ما تتسم بقلة الثقافة وبدائية الأساليب...
" صفات ممثليها واساليبهم" ..الانتهازي السياسي هو كائن يجيد التحرك وفق الشائع حيث أنه لا يتبنى الصحيح إلا إذا كان غالباً ولا يهم لديه إذا كان صحيحا وضعيفا وإنما ينتمي له أكثر إذا كان شائعاً فهو بالأساس لا يسعى إلى اتباع الحق ولكنه يهدف إلى الانتماء للرأي المنتصر كما أنه لا يؤمن بمبدأ الصداقة والمقربون لديه مجرد حلفاء.. أما الأعداء بالنسبة له فهم ليسوا دائمين فيمكن أن يصبحوا بين ليلة وضحاها أحباباً وحلفاء طالما تلاقت الأهداف بينه وبينهم ..ويشكل انعدام الضمير والاخلاق لدى بعض الافراد الذين يتقلدون المناصب السياسية فرصة لهم لاستغلال سلطاتهم والمهام الموكلة لهم والصلاحيات التي يتمتعون بها بالإضافة الى غياب الرقابة الصارمة على السلوك والممارسة واستحضار المحسوبية والولاءات الشخصية عاملاً مؤسساً للانتهازية السياسية ببلادنا ..
هؤلاء انا اسميهم طبقة الطفيليات (الأخطبوطيون) يتلونون كالحرباء ولا موقف ثابت لهم يميلون حيث ما مالت السلطة والمال وبإمكانهم التكيف في كل الاوقات والأمكنة ..وهم يشكلون تياراً خطر ينخر عظام المجتمعات وينهك اقتصادها ويستنزفه ليوصله لحالة من العجز والانهيار ..فتباً لهم .. ولتسقط الانتهازية و السلفيه السياسية و كل القوى الارثيه والرجعيه الفاسدة .. ولكم اتمنى بأن لا يختل توازن مؤسسة القضاء ومكافحة الفساد اللتان نثق بهما لتحقيق العدالة التي نطمح لها والتي اذا ما تحققت في الواقع الذي نعيش عندها فقط سنشعر أننا نسلك الطريق الصحيح الذي يمضي بنا إلى براحات الكرامة والعزة والعدالة والسلام والحرية .. وليحفظ الله الأردن بكامل أرضه وسلامة شعبه ومليكه •