نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية : في الفترة الأخيرة أصبحت الهجرة خارج الوطن مطلباً وأُمنيةً للكثير من الأردنيين شيباً وشباباً يطمحون الى الحصول عليها من أي دولة اجنبية تمنحهم وأسرهم عملاً محترماً وحياة مستقرة وعيشاً كريماً ومستقبلاً واضحاً وآمناً، إن هذه الحالة التي وصل اليها الاردنيون ظاهرةٌ خطيرة ومؤشرٌ واستشرافٌ مرعب لقادم السنين لمستقبل الوطن اذ لم يكن الاردني عبر عمر الدولة وقبلها الا محباً لأرضه ووطنه واهله ولَم يكن يوماً طامحاً في تركه وهجره ، ففي الوقت الذي يعيش فيه مايزيد عن ثلاثة ملايين إنسان غير أردني في الاْردن وتتوفر لمعظمهم اذا لم يكن لجميعهم حياة أفضل من حياتهم في بلدانهم وفرص عمل جيدة في ظل ادارة عمل حكومية عقيمة ويخرجون مليارات الدولارات سنوياً عملةً صعبةً من الوطن يرفدون اقتصادات دولهم ، فإن الفقر اصبح يستبد بقطاعات كبيرة من المواطنين نتيجة قرارات حكومات الجباية الظالمة ومهادنة النواب الضعاف لها.
وكذلك تُنهك البطالة الناس وتفتك بمئات آلاف الشباب الأردني وبخاصة حملة الشهادات الجامعية منتجةً مع الفقر مشاكل اجتماعية لا حصر لها وذلك لغياب السياسات والاستراتيجيات والبرامج الاقتصادية المدروسة والواضحة والناجحة وفشل الحكومات والقطاع الخاص على حدٍ سواء بالتخطيط لإقامة مشاريع استثمارية وطنية ترفد خزينة الدولة وتنهي عجوزات الموازنات وترفع الناتج الإجمالي المحلي وتشرع في سداد المديونية وتخلق فرص عمل مجزية من شأنها توفير حياة كريمة للمواطنين اضافة الى الفشل الرسمي الذريع بجلب الاستثمار بل وعدم الحفاظ على الاستثمار الموجود جراء الفساد والبروقراطية الترهل الحكومي وغياب الإصلاح ،
مطلب الهجرة والبحث عنها جاء أيضاً نتيجة للإحباط والفساد المستشري بجسم الدولة والظلم وغياب العدل والمساواة وتراجع الحريات العامة،
مطلبُ الهجرة ناقوسٌ خطير ندقه الْيَوْمَ لعل وعسى ان يسمعه صناعُ قرار أمناء ، يأخذونه بعين الإعتبار والاهمية قبل فوات الأوان .
د . عساف الشوبكي