في لحظة فخر واعتزاز لكل أردني، حصدت المملكة الأردنية الهاشمية جائزة أفضل وجهة سياحية لعام 2025، مؤكدة بذلك مكانتها الرائدة على خارطة السياحة العالمية. هذا الإنجاز، الذي جاء نتيجة تضافر الجهود الوطنية، ليس مجرد تكريم، بل هو دعوة للاستمرار في التطوير، وتعزيز مكانة الأردن كمقصد سياحي لا يضاهى.
يُعتبر الأردن واحة للتنوع السياحي، حيث تتجسد فيه الحضارات الإنسانية في أبهى صورها. من مدينة البتراء الوردية، التي تُعد إحدى عجائب الدنيا السبع، إلى وادي رم الذي يأسر الزوار بجماله الصحراوي الساحر، والبحر الميت الذي يُشكل تجربة علاجية واستجمامية فريدة، يمتلك الأردن مزيجاً استثنائياً يجذب الملايين من السياح سنوياً.
إن حصول الأردن على هذه الجائزة هو تكريم مستحق لكل الجهود التي بذلت في السنوات الأخيرة لتحسين القطاع السياحي. ولكن هذا النجاح يحمل في طياته مسؤولية كبيرة؛ إذ يجب أن يكون حافزاً لمزيد من العطاء والعمل الجاد.
من الضروري أن نعمل على إدراج كافة المواقع الأثرية والطبيعية على الخارطة السياحية، والتعريف بها محلياً وعالمياً. كما أن تحسين جودة المرافق والخدمات السياحية يجب أن يكون على رأس الأولويات لضمان تجربة فريدة ومريحة لكل زائر.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تستمر الجهود في تعزيز السياحة المستدامة والبيئية، مثل مشاريع درب الأردن، التي لا تقتصر فقط على استكشاف الطبيعة، بل تعزز من مشاركة المجتمعات المحلية في التنمية السياحية.
في ظل المنافسة الإقليمية والعالمية، يجب أن نواصل البناء على هذا النجاح من خلال الاستثمار في تطوير البنية التحتية السياحية، وإطلاق حملات تسويقية عالمية مبتكرة تبرز المزايا الفريدة للأردن.
كما أن إشراك المجتمعات المحلية في العملية السياحية، وتقديم فرص التدريب والتطوير للعاملين في هذا القطاع، يضمن استدامة النجاح ويعزز من تأثير السياحة الإيجابي على الاقتصاد
هنيئاً للأردن هذا الإنجاز المستحق، وهنيئاً لكل من ساهم في تحقيقه. ليكن ذلك حافزاً لنا جميعاً للاستمرار في العمل على تطوير القطاع السياحي، بما يعزز من مكانة الأردن كوجهة سياحية عالمية.
إن الأردن، بكنوزه الطبيعية والتاريخية وثقافته الغنية، يستحق أن يكون في الصدارة دائماً. فلنواصل المسير، ونسعى جاهدين لإبراز هذا الوطن العزيز كواحة للسلام والجمال والتاريخ.