بعض الأطباء الأردنيين في القطاع الخاص ينصحون مرضاهم بعدم أخذ مطعوم BCG — هل هذه التوصية علمية؟
مطعوم الـ BCG (Bacillus Calmette–Guérin) يُعطى منذ عقود في الأردن كجزء أساسي من برنامج التطعيم الوطني، ويهدف بشكل رئيسي إلى حماية الأطفال من أخطر أشكال السل، وبخاصة السل المنتشر والسل السحائي، وهما من أشد الأنماط خطورة واحتمالًا للوفاة.
الوضع الوبائي في الأردن
تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن معدل الإصابة بالسل في الأردن يبلغ نحو 3.4 حالة لكل 100,000 نسمة (عام 2023)، بعدما كان في حدود 5–7 حالات لكل 100,000 في الأعوام السابقة. وهذا يعكس انخفاضًا تدريجيًا لكنه لا يصل إلى مستوى الإلغاء التام للخطر.
كما أن تغطية مطعوم BCG في الأردن لا تزال مرتفعة، حيث تقدر بنحو 90٪ أو أكثر، مما ساهم في السيطرة على انتشار المرض ومنع أشكاله الأكثر خطورة.
لماذا يوصي بعض الأطباء بعدم التطعيم؟
•في بعض الدول الأوروبية ذات معدلات إصابة منخفضة للغاية، تم إيقاف التطعيم الروتيني واقتصاره على الفئات عالية الخطورة.
•قد يتأثر بعض الأطباء بهذه السياسات الخارجية ويظنون أن الوضع في الأردن مشابه.
•أحيانًا قد تستند التوصيات إلى تجارب شخصية مع مضاعفات موضعية بسيطة للقاح، مثل التقرح الموضعي أو تضخم العقد اللمفاوية.
لكن الواقع الوبائي في الأردن مختلف عن تلك الدول، ولا يبرر إلغاء المطعوم من البرنامج الوطني.
الموقف العلمي الصحيح
•اللقاح ما زال مبررًا وبشدة في الأردن، لأنه يقلل من أشد أشكال السل التي تصيب الأطفال.
•التوصية بعدم إعطائه ليست علمية في السياق الأردني الحالي، لأنها لا تستند إلى بيانات وطنية ولا إلى سياسات وزارة الصحة.
•أي قرار بإيقاف أو تعديل التطعيم يجب أن يكون قرارًا وطنيًا مبنيًا على دراسات وبائية شاملة، وليس اجتهادًا فرديًا.
الخلاصة
التوصية التي يصدرها بعض الأطباء في القطاع الخاص بعدم أخذ مطعوم BCG لا تستند إلى أساس علمي في الأردن. استمرار إعطائه جزء من حماية الصحة العامة، وضمان عدم عودة أشكال خطيرة من السل بين الأطفال.