محمد بركات الطراونة يعد واحدًا من الأسماء البارزة في المشهد الإعلامي الأردني والعربي، إذ كرّس عقودًا من حياته للعمل الإعلامي بكل تفانٍ واحتراف. تنقّل بين مناصب متعددة داخل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية، حتى غدا من أبرز الوجوه التي رافقت الكاميرا والميكروفون في تغطية أحداث محلية وإقليمية ودولية شكّلت محطات مفصلية في التاريخ المعاصر.
ولد محمد بركات الطراونة ونشأ في بيئة وطنية، وحصل على بكالوريوس في علم النفس من الجامعة الأردنية، وهو التخصص الذي أسهم في منحه فهمًا عميقًا للواقع الإنساني والاجتماعي الذي كثيرًا ما تعامل معه خلال مسيرته كمندوب ومُعد ومذيع ومُحلل سياسي.
بدأ الطراونة مشواره في التلفزيون الأردني كمندوب أخبار، وتميّز بحضوره المهني وقدرته على تغطية الملفات السياسية والأمنية بدقة وموضوعية. وكان له شرف تغطية نشاطات جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وكذلك نشاطات سمو الأمير الحسن بن طلال لمدة عامين، وهو ما شكّل له تجربة إعلامية وسياسية عميقة قربت الصورة للمواطن الأردني والعربي على حد سواء.
امتدت خبراته إلى تغطية خمسة مؤتمرات قمة عربية وإسلامية، بالإضافة إلى جولات ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة في أكثر الأوقات حساسية، حيث قضى أربعة أشهر كمندوب للتلفزيون الأردني في المناطق الفلسطينية، ناقلًا ما يجري من وقائع بشجاعة وحياد. كما غطى الحرب العراقية الإيرانية من الميدان، وشارك في تغطية الجولة الثانية من مفاوضات السلام في واشنطن، ما جعله شاهدًا حيًا على مفاصل الصراع والسلام في المنطقة.
تميز الطراونة في إعداد وتقديم البرامج السياسية والبرلمانية، حيث كان مندوب التلفزيون الأردني في مجلس الأمة لمدة عشرين عامًا، ما جعله من أقدر الإعلاميين في فهم وتحليل المشهد السياسي المحلي. كما شارك في تغطية العديد من مؤتمرات الاتحاد البرلماني العربي والإسلامي والدولي، وكان مرجعًا إعلاميًا موثوقًا في الشأن النيابي.
تدرج في المناصب داخل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، حيث شغل مناصب:
مدير أخبار الإذاعة
مدير الإذاعة الأردنية
مدير التلفزيون الأردني
وأخيرًا مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، المنصب الذي بلغ فيه قمة التأثير الإعلامي الرسمي في الأردن.
كما مثّل الأردن في المحافل الإعلامية العربية والدولية، وكان نائبًا لرئيس اتحاد إذاعات الدول العربية، وعضوًا في المجلس التنفيذي للاتحاد، إضافة إلى دوره البارز في رئاسة لجان التحكيم في المسابقات الإذاعية في تونس، وعضويته في اللجنة الدائمة للإذاعة في اتحاد إذاعات الدول العربية.
إلى جانب دوره الإعلامي، كان للطراونة مساهمات وطنية أخرى، حيث شغل مواقع عضوية في مؤسسات متعددة منها:
مجلس إدارة المركز الوطني للسكري والغدد الصماء
المجلس الأعلى للشباب
اللجنة العليا لمهرجان الأردن للإعلام العربي
اللجنة الإعلامية في معسكرات الحسين للعمل والبناء
نال خلال مسيرته جائزة الموظف المثالي وجائزة الموظف المتميز، وتم تكريمه من اتحاد إذاعات الدول العربية كأول إعلامي يتسلسل إداريًا في كافة مفاصل الإعلام المرئي والمسموع في العالم العربي والإسلامي.
وشارك في العديد من البرامج والدورات التدريبية المتقدمة، من أبرزها:
برنامج كبار المسؤولين في الصين
دورة إعلامية في الولايات المتحدة الأمريكية
دورات متخصصة في دمشق وفي مركز التدريب التابع لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية
ولم تقتصر تغطياته على القمم والمؤتمرات فقط، بل شارك بفعالية في تغطية الأحداث الساخنة مثل الانتفاضة الفلسطينية والحروب في المنطقة، كما برز كواحد من أهم المعدّين والمقدمين للبرامج الحوارية والسياسية الجادة، مسلطًا الضوء على القضايا الوطنية والقومية بروح إعلامية ملتزمة بالرسالة والمهنية.
اليوم، وبعد سنوات من البذل والعطاء، تبقى سيرة محمد بركات الطراونة شاهدًا على مرحلة مهمة من تطور الإعلام الأردني، وتجربة ملهمة لأجيال الإعلاميين الذين يسيرون على درب الكلمة الحرة والصوت الوطني.