داود حميدان -على مدى عقود، شكل اللواء سامي سلامة عيد الشوبكي "الهباهبة" أحد أبرز الثوابت في جهاز الأمن العام الأردني، متألقًا في ميادين التدريب والإشراف الميداني على المنشآت الأمنية والمعاهد التدريبية التابعة للجهاز.
منذ السبعينيات، كان اللواء الهباهبة حاضرًا بكل أدواره: ضابط ميدان، مسؤول سرايا المرشحين، مدير معهد تدريبي، وقائد ميداني يحرص على أمن المنشآت. ولم تكن بدلة الميدان و"البوريه" والعصا التي لم تفارقه مجرد زي، بل كانت رمزًا للتزامه وانضباطه.
شهدت الكلية الملكية للشرطة، التي كانت تستقبل الفوج الأول لتلاميذ مؤتة وأفواج الجامعيين، نشاطه المتميز، حيث كان محل تقدير رؤسائه وإعجابهم بالطاقة والحس المهني الذي يملأ جوانحه. اعتمد على الدقة في كل تفاصيل العمل، فكان يحمل دائمًا دفتره لتسجيل كل الأرقام والتجهيزات، ما جعل زملاءه والمحيطون به يشعرون بالاطمئنان إلى وجوده.
قاد الهباهبة، بتوجيهات من العقيد نصوح محي الدين، برامج تدريبية مستوحاة من خبرات الضباط الإنجليز والألمان، وكان يوجه كل فرد دون انتظار مواسم التقييم الرسمية. في صفوف القيادات التنفيذية والشبابية، ساهم في نقل الخبرات وإرساء قيم الانضباط والجدارة والعدل، بما يعزز سيادة القانون في المجتمع.
وعلى مدار سنوات خدمته، التقى الهباهبة بزملاء وضباط بارزين مثل المقدم موسى سويلم، عادل الطراونة، فضل الدبيس، عدنان الشمايلة، وغيرهم من الكفاءات التي لعبت أدوارًا مهمة في تطوير الجهاز. وقد حافظ على علاقاته معهم حتى بعد التقاعد، محافظةً على روح الصداقة والوفاء التي ميزت مسيرته.
كما تميز اللواء الهباهبة بتطوير وتنفيذ برنامج مكافحة الشغب الذي ارتبط اسمه به لسنوات، حيث كانت صرخاته الشهيرة في التدريب ("واحد، اثنين، ثلاثة… عااااب") رمزًا للتفاني والانضباط.
رحم الله اللواء سامي الهباهبة، الذي سيبقى اسمه علامة مضيئة في تاريخ جهاز الأمن العام الأردني، وعكسًا حيًا لمفهوم الخدمة المخلصة والوطنية.