نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية:
الكاتبة سهير رمضان
أيها المعلم "ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك" وكما قال رسولنا الكريم ومعلمنا صلى الله عليه وسلم " إن الله يعطي على الرفق ولا يعطي على العنف".
فليس هُناك من هو أكثر تاثيراً في حياة الطالب من المعلم، حتى الوالدين لن يكونا لهم ذات التأثير على الإبن. حيث يجد الطالب من المعلم الذي يقدم له المعرفة والعلم أنه هو الصح ومن هنا تكون التربية بالقدوة غاية الأهمية. فالقدوة أنت ايها المعلم وهؤلاء طلاب سيكبرون وهم الإستثمار الأمثل للوطن ولوالديهم وأنفسهم وللاجيال القادمة. فلا تكن كمن يصف الدواء لمن هو سقيم وكيف يصح وأنت سقيم؟!!!!!
وبما أنك ايها المعلم الركن الاساسي في العملية التعليمية والتربوية وعليك يقع العبء الأكبر في كثير من الامور التي من شانها ان تؤدي الى سير العملية التعليمية أو فشلها. أنت مدرسة يتعلم فيها الطالب الاخلاق والأدب هذا في حال تحليت بصفات المعلم المثالي ولكن للأسف الشديد ما نجده في بعض المدارس عكس ذلك . فمعلم يتحلى بصفات المعلم الفاشل لا يستطيع أن يسترعي إنتباه طلابه ويحببهم بالتعليم حيث يلجأ الى استخدام التهديد والكلام النابي ليثبت مقدرته على الإداره الصفية والحفاظ على النظام , ينظر الى طلابه نظرة سلبية وكأنهم مخلوقات ليس لها دراية بأي شيء ويتجاهل رأي طلابه إذا ما أعطوه فكرة مفيدة في شرح دون أي محاولة لتشجيعهم , يلجأ الى الادارة لحل مشاكله مع طلابه دون محاولة حلها بطريقة سلسه داخل الصف بلغة الحوار.
أيها المعلم أسلوبك في ايذاء مشاعرطلابك ما هو الا أسلوب معلم فاشل يُفشل معه المنظومة التعليمية. الا يوجد في معتقداتك أسلوب التعزيز الايجابي بدلا من اسلوبك الفظ الذي يؤدي الى الإيذاء النفسي الذي يدفع الطالب للجوء الى العناد لإظهار ذاته وفرض قوته إنها ردة فعل. الم تسمع بقول رسولنا الكريم " ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا كان العنف في شيء إلا شانه". لقد أصبحت العلاقة ما بين الطالب ومعلمه علاقة عدائية فعليك ايها المعلم ان تراعي مباديء واخلاقيات هذه المهنة.
صدقوني إن البيئة التعليمية في مدارسنا غير جاذبة، لا يوجد اي إهتمام يزرع حب التعليم عند طلابنا. لن ولن يتقدم تعليمنا ما لم يتم الإهتمام بالمعلم إختياراُ و تقويماً و إعداداً وتأهيلاً، مهما بذلت من الجهود لإيجاد بيئة وتوفير وسائل وتقنيات حديثة ومباني ضخمة فلن تجدي نفعاً في ظل وجود معلم متهاون جارح لطلابه.