تقع مدينة السلط ضمن محافظة البلقاء حيث تبعد عن العاصمة عمان حوالي ( 29.8 ) كم باتجاه الشمال الغربي وهي مدينة عريقة بتاريخها وطيب أهلها وترابها ، والسلط تعني الوادي المشجر أو الغابة الكثيفة وتشكل السلط شاهدا لا مثيل لها على التراث العمراني ففي المدينة اكثر من سبعمائة مبنى تراثي يصل عمر بعضها إلى أربعمائة عام ويتراوح عمر بعضها الأخر بين مائة عام ومائتي عام كما ويتميز بعضها بطراز البناء التجاري بحيث عرفت السلط كمركز تجاري لتجار بلاد الشام، تمّ تأسيس أول مجلس بلدي عام 1887م.
وذكر في كتب التاريخ أن السلط ذات بساتين ،وينبع من قلعتها عين كبيرة ، وتحتضن السلط وجوارها مقامات عديدة للصحابة ، أبرزها (مقام النبي جادور ، مقام حزير ، مقام النبي يوشع).
وفي مطلع القرن العشرين وفي أعقاب الثورة العربية الكبرى والتي شارك أهل السلط في طلائعها ، قاموا بإنشاء أول صرح تربوي كبير /مدرسة السلط الثانوية 1923 ، قلعة المعرفة الأولى لكل الأردنيين والتي أسهمت في ترسيخ نهضة الأردن الحديث وقد خرجت العديد من رجالات الأردن المهمين .
أقيمت مدينة السلط على سلسلة تلال، وتمتلئ بالمباني المشيدة بحجارة صفراء وأسقف مقببة ونوافذ مقوسة. كما أنها الأكثر حفاظاً على تراثها المعماري، إذ عمدت وزارة الثقافة لترشيح ملفها لدخول قائمة التراث العالمي التي تجددها بداية كل عام منظمة اليونسكو، واختير أكثر من 23 مبنى تراثيا في المدينة، بينها متحف آثار السلط وكنيسة الراعي وغيرها، لتوضيح الفترة الأكثر ازدهاراً فيها إبان الحكم العثماني بين عامي 1865 و1920.
كما تضم مدينة السلط مقابر رومانية، وقلعة الأيوبيين التي بناها السلطان الأيوبي عيسى بن أيوب عام 1198، وفيها متحف للآثار والحياة الشعبية التي كانت سائدة
من أشهر معالم مدينة السلط، شارع الحمام الذي يخترق جنبات أسواقها ومعالمها، وكان عدد سكانها يفوق سكان العاصمة عمّان في فترتها الذهبية أواخر القرن 19، كما أن شارع الخضر يحمل رمزية دينية بتناغم تعايش سكانه من مسلمين ومسيحيين، وبيوتها يغلب عليها طراز معماري بلون أصفر، وأسقف مقببة ونوافذ مقوسة لم تحظ بها أي مدينة أردنية.
ويذكر سجل تاريخها التراثي تأسيس أول مدرسة تخرج فيها كبار قياديي الدولة، وأول بلدية، وأول غرفة تجارة، إضافة إلى تأسيس البنك المركزي فيها.
* الصور المرفقة من مقتنيات دائرة المكتبة الوطنية .