الربة مدينة أردنية تاريخية، تقع ضمن حدود لواء القصر في محافظة الكرك جنوب العاصمة عمّان. كانت من أعظم مدن مؤاب في العصور القديمة وسميت "بربة مؤاب". تقع ربة مؤاب وسط سهل خصيب، وتطل على وادي الموجب والبحر الميت وجبال القدس.
ويحيط بالربة عدة قرى، فمن الجنوب يحدها قُرى راكين والوسية، ومن الشرق يحدها بلدة الجديدة ومن الشمال تحدها قصبة لواء القصر، ومن الغرب يحدها قُرى بيتر ودمنة، ومن الشمال الغربي يحدها بلدة الياروت. وتقع الربة على الطريق الملوكي القديم.
من أهم طرقها الخارجية: الطريق الملوكي الجنوب المؤدي لمدينة الكرك وجنوب الأردن، والطريق الملوكي الشمالي المؤدي لوادي الموجب، والطريق الشرقي المؤدي إلى اللجون.
تتكون الربة من طيف سكاني متنوع ، فمن العشائر التي تسكنها: - المجالي - الزريقات - القيسي -أبو قديري - البشابشة - الوحواح - الخطيب - العزازمة.
ومن الناحية السياسية وعلى صعيد الدولة فقد كان ل مدينة الربة وابناؤها اصحاب العقول النيرة والمفكرين السياسيين والعسكريين منهم: الشيخ قدر المجالي قائد ثورة الكرك عام 1910م ضد الحكومة التركية، وهزاع المجالي رئيس الوزراء صاحب أقصر وزارة وهي لمدة اسبوع والمشير الركن حابس ارفيفان المجالي وشغل عدة مناصب منها قائد للقوات المسلحة الأردنية وبرتبة حاكم عسكري وقاد عدة معارك مثل معركة باب الواد ومعركة اللطرون واللد، و اللواء الركن خالد هجهوج المجالي والذي لقبة جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال ب (ثعلب الدروع) لما تبين منه من دهاء بمنطقة الجولان حيث شغل مناصب عديدة منها قائد اللواء المدرع 40 أكبر وأول لواء بالجيش الأردني.
*تاريخها:
كانت الربة من أعظم مدن مؤاب في العصور القديمة، فقد ذكرت في التوراة باسم «ارمؤاب»، وفي العهد الروماني باسم «اربوبوليس» أي مدينة آله الحرب. ومرت على الربة فترات تاريخية، كالبرونزية والحديدية والهلنستية والنبطية والرومانية والبيزنطية والأموية والعباسية والفاطمية والإسلامية والأيوبية والمملوكية والعثمانية.
كما وصف الرحالة الذين مروا بموقع الربة في القرن التاسع عشر في كتاباتهم بالهام لما تحتويه من آثار كبيرة تدل على أنه كان للربة شأن. وتحتل مركزاً مهماً على الطريق السلطاني الملوكي.
ازدهرت مدينة الربة في عهد ملوك الأنباط إلى عام 106 ق.م كما تشير مجموعة فريدة من الأواني الفخارية التي وجدت فيها أنها تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد. واهتم الأنباط بالزراعة كما تشير خزانات المياه العديدة إلى أبار جمع المياه التي يزيد عددها على 1000 بئر ماء.
وكانت الربة إحدى المحطات الرئيسية في عهد الرومان 106 إلى 324 ميلادي بعد أن استولى تراجانوس على مملكة الأنباط وضمها إلى الإمبراطورية الرومانية باسم الولاية العربية. وقام الرومان برصف طريق السلطاني من بصرى إلى عمّان فالربة فالبتراء، حيث كانت القوافل المتجهة من بلاد الشام إلى مصر وشمال أفريقيا تمر بموقع الربة بالطريق الماثل حاليا أمام المعبد الأثري باسم طريق تراجان.
أصبحت الربة مركزا اداريا في الولاية العربية التي ذكرتها مخطوطات البردي التي اكتشفت في مركز البحر الميت على أنها مقر الحاكم الروماني عام 127م. وساد المدينة آنذاك نهضة عمرانية كما تدل الآثار الباقية فيها. وحافظت الربة على مركزها في الفترة البيزنطية 324- 634 ميلادي كعاصمة لمؤاب وكانت مقرا للأسقف وتظهر بها عدة كنائس منها واحدة تقع جنوب المعبد وأخرى اكتشفت عام 1962 في الشرق من المعبد الروماني.
*الزراعة:
ازدهرت الزراعة بسبب خصوبة الأرض ووفرة المياه والسبب الأكبر وجود كلية الزراعة التابعة ل جامعة مؤتة ومركز البحوث الزراعية، وهناك مساحات شاسعة تزرع بالقمح والشعير والحمص، بالإضافة لذلك هناك أراضي واسعة مزروعة بأشجار الزيتون والأشجار الحرجية والأشجار المثمرة وأنشئ فيها قبل عدة سنوات معصرة للزيتون تعرف بمعصرة الربة.