جولة سياحية في محافظة اربد .. صور
خاص - بقلم الكاتب والاعلامي محمد محسن عبيدات
تتميز محافظة اربد عن غيرها من بقية محفاظات المملكة بالعديد من الميزات واهمها: الانسان الذي حرص كل الحرص على البناء والتنمية الشاملة والمستدامة ، حيث أصبح المواطن الاربدي رمزا للعلم والثقافة والرقي والتقدم والازدهار، وكذلك جمالية المنطقة الطبيعية وتنوعها ومناخها المعتدل وتربتها الخصبة، بالإضافة الى توفر جميع الانماط السياحية، الطبيعية، الاثرية، الثقافية والتراثية، الدينية، التاريخية والعلاجية، الزراعية، المغامرات والتأمل، جعلها إقليما سياحيا متكاملا، وونقطة جذب سياحي وعلى مدار العام، وتاليا اهم مزايا محافظة اربد:
محافظة اربد"مدينة التاريخ والحضارة ": يعود تاريخ اربد الى حوالي خمسة الاف
عام قبل الميلاد، ابتداء من العصر البرونزي ويليه العصور اليونانية و الرومانية والبيزنطية
وصولا الى العصر الاسلامي، وهي تزخر بالمواقع الاثرية التي ما زالت شاهدة على عراقة الماضي واهمها
مدن تحالف الديكابولس العشرة وهي : موقع ام قيس الاثرية "جدارا " ،وموقع
قويلبة الاثرية " ابيلا " ، وموقع اربد " ارابيلا "، وموقع
طبقة فحل "بيلا "، وموقع بيت راس الاثري " كابتيولياس " موقع تل الحصن الاثري ، وموقع يعمون الاثري، وفي
موقع ام قيس اكتشف " نفق الديكابوليس " وهو اطول نفق مائي بالعالم بطول
140 كيلو متر ، واهم اكتشاف اثري في الاردن، بالإضافة الى العديد من الشواهد الاثرية والتاريخية الدالة على
عراقة الماضي والتاريخ، ومحافظة اربد هي المدينة الحاضنة لتأسيس الدولة الاردنية ،
وعلى ارضها في مدينة ام قيس وقبل مئة عام
اجتمعت النخب من رجالات الاردن من مختلف مشاربهم واطيافهم والوانهم ، فكان الوفاق والاتفاق على حمل مشروع استعادة
الهوية العربية والعمل والبناء والنهضة للوطن وللأردنيين .
محافظة اربد" مدينة التراث و التمازج الثقافي": واربد مترعة بالمواقع التراثية،
فهي مكنز ومتحف للتراث والمعالم التراثية
القديمة التي تعبر عن تاريخ اربد القديم،
رغم تلاشي اجزاء منها، الا ان جزءا كبيرا منها مازال شاهدا على عراقة الماضي،
والبيوت التراثية تشكل نموذجا فريدا للفن المعماري في تلك الفترة ، ففيها مدينة ام
قيس التراثية، ومتحف اثار اربد، ومتحف التراث الشعبي، ومتحف دار السرايا، وسور
اربد القديم، وفندق الملك غازي، ومدرسة
اربد التجهيزية، ودار النابلسي، وسوق
الصاغة القديم ، وقصر الملكة مصباح، وبيت عرار، وبيت الشريف، وبيت اربد التراثي
" كريزم "، وتل اربد التراثي، ومسجد اربد الكبير، والمسجد المملوكي
القديم والعديد من المساجد التراثية المنتشرة في مختلف مناطق المحافظة. ومحافظة
اربد تمتاز بتنوع الحياة فيها ما بين البدوي والريفي والحضري جعلها تنفرد عن غيرها
من المدن الاردنية، لان هذا التمازج الثقافي والاجتماعي قل نظيره في منطقة واحدة
وكان له الاثر الايجابي الكبير في البناء والتنمية الشاملة.
محافظة اربد "مدينة الصحابة والشهداء": فهي من اهم مراكز الفتح الاسلامي،
ومعبر للفتوحات الاسلامية الى بلاد الشام، ترابها معطر برائحة دماء الشهداء من
الصحابة والمسلمين، وعلى أرضها وقعت معركة اليرموك الخالدة، وهي من اهم المعارك في
التاريخ الاسلامي التي غيرت مسار التاريخ، وفيها مقام الصحابي شرحبيل بن حسنة، ومقام
الصحابي معاذ بن جبل، ومقام الصحابي أبي عبيدة عامر بن الجراح، ومنها اول شهيد على
ارض فلسطين الشيخ كايد المفلح العبيدات، قائد معركة تل الثعالب" سمخ ".
محافظه اربد" مدينة الجوامع
والصوامع " : واربد هي مدينة التعايش الديني فالجوامع تجاور الكنائس،
ويعيش المسلمون والمسيحيون اسرة واحدة ، حيث يجمعهم تاريخ طويل من التعايش والوئام
والمحبة والمودة والتسامح والتفاعل الدائم في مختلف المناسبات، واربد تزخر بالكثير
من المعالم الدينية التاريخية الاسلامية
والمسيحية الشاهدة على تاريخها، ففيها كهف السيد المسيح " النبي عيسي" في ام قيس، و بيت ايدس، وكنيسة المسيح في بيت ايدس، وكنيسة ام العمد في
حرثا، و كنيسة الروم الأرثوذكس في الحصن، وكنسية الرفيد الكاثولوكية، ومعظم مناطق
المحافظة لا تخلو من وجود صروح و شواهد
وبقايا اثار اسلامية ومسيحية .
محافظة اربد " مدينة الجمال والطبيعة الخلابة ": فهي دائمة الخضرة وتكتسي
الثوب الاخضر في معظم فصول السنة ، نظرا
لوجود مساحات كبيرة من الاراضي المزروعة بالأشجار المختلفة واهمها الزيتون، و الغابات التي تحتضن الشجرة
الوطنية للأردن "الملول او
البلوط"، ففيها غابات برقش وغابات اليرموك الطبيعية، وغابات العشة والشعلة،
وبركة العرائس، ونهر اليرموك وشلالات خرجا، وشلالات الزلفا، وشلالات وادي زقلاب، وتل
جحفية، وطواحين وادي الريان، وسد الوحدة، وسد وادي العرب، وسد زقلاب " شرحبيل
بن حسنة "، وموقع عراق الطبل، وحمة ابو ذابلة، بالإضافة الى الجبال و السهول والاودية المنتشرة في مختلف مناطق المحافظة، وجغرافيا
المنطقة توفر بيئة مناسبة من خلال المواقع الطبيعية والمناظر الجميلة الخلابة
والاطلالات المميزة والمساحات المفتوحة والشاسعة البعيدة عن التلوث السمعي
والبصري جعلها منطقة جذب سياحي لعشاق
الطبيعة والتأمل والمغامرة .
محافظة اربد " مدينة السهول الخصبة والوديان ": وتمتاز منطقة إربد بسهولها الخصبة
وبكثرة الوديان مثل: وادي زقلاب بالقرب من دير أبي سعيد، وادي الشلالة في الرمثا
وسال وهو امتداد لوادي نهر اليرموك. وادي أبو زياد بالقرب من دير أبي سعيد، وادي
الطيبة، وادي عين سعيد في كفرسوم، وادي اليابس (وادي الريان): بالقرب من قرية
جديتا وكفرابيل، وادي الصريح، وادي دلبان: بالقرب من قرية بيت يافا، وادي الجرون:
بالقرب من قرية جحفية والمزار، وادي الموت: بالقرب من قرية دير السعنة، وادي
الغفر: وهو مشهور لدى أهالي إربد ويقع غرب إربد وغرب حي الطوال وحي التركمان
مباشرة وشرق قرى زحر وسوم، وادي الشرايعة في ارحابا. ويعتبر وادي العرب أكبر وأغزر
بالمياه الأودية في إربد والمملكة الأردنية كافة الأودية والينابيع تسيل وتصب
أخيرا في نهر الأردن إلا أنه ونتيجة للزيادة السكانية وشح المياه تم عمل آبار
ارتوازية على منابع الأودية وحولت إلى المدن والقرى لغايات الشرب ويقع معظم أراضي
هذا الوادي في قرية كفر أسد، ويوجد بعض الأودية الجافة حول مدينة إربد مثل أودية
الغَفر، والبارحة، وزبدة، والحَمام، ودلهام، والقبلي، والروية.
محافظة اربد " مدينة الارض الخصبة والتربة الحمراء " : حيث تعتبر المنطقة الزراعية الاولى في
الاردن، وتشكل نسبة الاراضي القابلة للزراعة ما نسبته 76 % من مساحة المحافظة، فقديما
اطلق عليها " مدينة القمح والاقحوان"، "ومدينة الرمان والزيتون
"، وغالبية سكانها من المزارعين الذين عشقوا الارض وعشقتهم، وتمتاز اربد
بمناخ البحر الابيض المتوسط المعتدل، الحار صيفا والبارد شتاء، وتتنوع مناطقه ما
بين سهلية وجبلية واخرى غورية وشفا غورية،
وتمتاز كذلك باتساع رقعة الاراضي الزراعية الخصبة والتربة الحمراء، ومن اهم
منتجاتها الزراعية: ثمار الزيتون الرومي، وزيت الزيتون الكفاري، والرمان الشرابي،والجوافة
والحمضيات واللوزيات بأنواعها المختلفة وجميعها تتميز بالجودة العالية نتيجة استخدام الاسمدة العضوية .
محافظة اربد " مدينة الفصول الاربعة للسياحة ": حيث تعتبر اربد بمثابة اقليم سياحي
متكامل، وتنفرد انماطه السياحية بالعديد
من المزايا التي لا تتوفر في اي مناطق اخرى في الاردن , وتعتبر اربد مصدر جذب
سياحي مميز وفريد من نوعه على المستوى المحلي والعالمي، حيث يزوره الالاف من السياح المحليين والعرب والأجانب من مختلف دول العالم وعلى مدار العام نظرا لتوفر جميع انماط
السياحة المعروفة عالميا واهمها : الطبيعية والزراعية، والتاريخية
والدينية، الثقافية والتراثية، التأمل والمغامرة والعلاجية والجيولوجية، والمؤتمرات
بالإضافة الى سياحة المعارض التي تنظم ما بين الحين والاخر وتشمل الصناعات التقليدية والحرف اليدوية والمأكولات الشعبية والمقتنيات التراثية .
محافظة اربد "مدينة التنوع الحيوي والطيور المهاجرة ": حيث تمتاز بتنوع حيوي قل مثيله في
مختلف اشكال الحياة، والتنوع الحيوي والبيولوجي هام لتحقيق التوزان البيئي الذي
يحافظ على صحة وسلامة الانسان والكائنات الحية من نباتات وحيوانات، حيث سجلت اعداد
كبيرة من الحيوانات والطيور والاشجار والنباتات والزهور المختلفة التي تستوطن
المحافظة. واربد تقع على ثاني اهم مسار عالمي لهجرة الطيور بين ثلاث قارات اسيا
وافريقيا و أوروبا، وتحتضن بركة العرائس وهي البركة الجيولوجية الوحيدة الغائرة في
الاردن وتعد بحيرة طبيعية نادرة ، وهي
مهبط واستراحة للطيور المهاجرة ، وفيها السلاحف البحرية والعديد من الكائنات
البحرية المختلفة، وفي منطقة غابات برقش التي تضم العديد من الاحياء البرية
والاشجار الحرجية التي وصلت الى ما يقارب
مليوني شجرة قديمة من السنديان والبلوط والبطم والزعرور، وفيها مغارة برقش
الجيولوجية الوحيدة في الاردن ومن اجمل
المغارات الجيولوجية في العالم والذي يقدر
عمرها بـ 40 مليون سنة، وتتكون من عدة
مغاور ودهاليز متصلة ببعضها البعض والكثير
من المناطق الطبيعية الشاهدة على التنوع الحيوي والجيولوجي الفريد للمحافظة .
محافظة اربد
" مدينة المياه المعدنية والسياحة العلاجية": حيث يتوفر فيها العديد من الاستراحات والمسابح
والفنادق التي تقدم خدمة السياحة العلاجية لتوفر المياه المعدنية المشهورة
باحتوائها على المعادن والاملاح والكبريت في الحمة الاردنية والمخيبا الفوقا، وحمة
ابو ذبلة، و ومنتجع حمامات الشونة الشمالية ويقصدها السياح للاستشفاء من العديد من
الامراض لخواص المياه العلاجية والعلاج الطبيعي والاستراحات تحتوي على مسابح مغلقة
خاصة للنساء والاطفال واخرى للرجال وبدرجة حرارة مناسبة لجميع الفئات العمرية.
محافظة اربد
" مدينة الشباب والرياضة ": حيث سجلت اربد حضورا مميزا على مستوى المملكة لكثرة
الانشطة الرياضية التي تقام فيها وعلى مدار العام، وساهم في ذلك الاندية الرياضية والهيئات الشبابية والتي بلغ عددها ما يقارب (
70) نادي وهيئة ، حيث حصدت الكثير من البطولات المحلية واخرها بطولة كأس الاردن
لكرة القدم، وتمتار المحافظة بان غالبية ابنائها من فئة الشباب من الذكور والاناث
من الذين يتصفون بالحماس الجماهيري نتيجة حبهم للرياضة مما ساعد الاندية على تحقيق
الكثير من الانجازات في مختلف البطولات الرياضية الاردنية واهمها كرة القدم وكرة اليد والضاحية من خلال اندية الرمثا ، والحسين اربد، كفرسوم وحرثا والجليل والكرمل، حيث اطلق عليها مؤخرا اسم "المحافظة الرياضية "، وعزز هذا الانجاز البنية التحتية
الجيدة من توفر للملاعب والصالات الرياضية المختلفة في معظم مناطق المحافظة واهمها مدينة الحسن الرياضية وهي مدينة رياضية متكاملة .
محافظة اربد "مدينة العلم والعلماء " :تعتبر
محافظ اربد في مقدمة المدن الاردنية في
نسبة التعليم، فمنذ القدم و اربد منارة للعلم و العلماء في مختلف التخصصات وكان من
اشهر العلماء فيها علماء الدين والخطباء ومنهم احمد بن سليمان الاربدي، وحسن بن
احمد ابي بكر الاربدي، وقاسم بن محيسن الاربدي، ويحيى بن عبدالله بن محي الدين الاربدي، يوسف الدجاني، وعبدالغني العجلوني، محمود الناجي عبيدات، ومحمد
سلامة عبيدات، احمد المناعي، وتضم محافظة اربد عددا كبيرا من المؤسسات التعليمية
واهمها جامعة اليرموك والعلوم والتكنولوجيا وجامعة جدارا واربد الاهلية وجامعة
البلقاء التطبيقية والعديد من كليات المجتمع و يوجد في المحافظة مكتبة تعد من
أكبر المكتبات في الشرق الأوسط وهي المكتبة الحسينية في جامعة اليرموك.
محافظة اربد " مدينة الثقافة والمثقفين ": حيث ان غالبية ابناء المحافظة من عشاق
الثقافة والادب، وتزخر بالقيادات والكفاءات والرموز الثقافية والادبية من كتاب، وباحثين، روائيين، فنانين، موسيقيين، مصورين فوتوغرافيين، فنانين تشكيليين، وانتاجهم
الابداعي وثق جميع اشكال الحياة ومسيرة الابداع والتميز والانجازات الكبيرة
للمحافظة، وعزز ذلك الدور الكبير للمثقفين والمؤسسات الثقافية من خلال توفر البنية
التحتية في مختلف مناطق المحافظة من حيث
المسارح والقاعات متعددة الاغراض والمكتبات ومراكز البحث والتطوير وصالات
العرض الفني والبيوت التراثية والثقافية
والرموز الثقافية . واربد هي مدينة الشعراء والفلاسفة تغنى فيها الكثير من
الشعراء وكتب عنها الكثير من الادباء عن حوارية القديمة واسواقها العتيقة ومن اشهر من عاش وتغنى فيها
شعراء العصر اليوناني ومنهم الشاعر مينيبوس، والشاعر ميلاغروس، والشاعر والفيلسوف
الروماني الكبير ارابيوس الذي نقش على شاهد قبره في ام قيس عبارة " ايها
المار من هنا، كما انت الان كنت انا، وكما انا الان ستكون انت، فتمتع بالحياة لانك فان"، وصولا الى شاعر الاردن الكبير مصطفى وهبي التل الملقب " عرار "، ولما تمتاز به محافظة اربد من مقومات
في القطاع الثقافي استحقت ان تكون مدينة اربد عاصمة الثقافة العربية للعام 2022 ، من
قبل منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو)، ولواء بني كنانة في العام
2023 استحق بجدارة لقب لواء الثقافة الأردني للعام 2023 من قبل وزارة الثقافة .
محافظة اربد "مدينة التجارة والصناعة
والاستثمار": وتعتبر من اهم مراكز التجارة والصناعة في
الاردن قديما وفي العصر الحديث، ففيها من
البنى التحتية الجيدة من طرق وممرات مشاة،
وشبكات للمياه، والطاقة والاتصالات، وخدمات
الانترنت، ومستشفيات ومراكز صحية، ومدارس
ومعاهد وجامعات، ومراكز للتدريب المهني، بالإضافة الى الحدائق العامة والمنتزهات
والمكتبات والملاعب الرياضية وغيرها من خدمات البنية التحتية ما اهلها لتكون حاضنة
لكافة الاستثمارات والمشاريع في مختلف القطاعات، وفي اربد العديد من المناطق
الصناعية الهامة في الاردن وهي مدينة الحسن الصناعية، ومدينة معبر وادي الأردن، ومدينة
سايبر سيتي، ساهمت بشكل كبير في خلق فرص عمل وتعزيز الصادرات وزيادة حجم الانشطة
الاقتصادية الداعمة والتنمية الشاملة .
اهداء من ( مبادرة بني كنانة جنة وفيها منتغنى ) رئيسة المبادرة سميرة الطويل