تقع بلدة أم الجمال في الشمال الشرقي للأردن، وتقع إداريا ضمن محافظة المفرق وتبعد عنها باتجاه الشرق 20 كم، على الطريق الواصل لبغداد، وتعتبر من أهم المواقع الأثرية عبر رحلة الزمن، وكانت لمدة طويلة مركزا تجاريا واستراتيجيا مهماً، كما تقع المدينة الأثرية في المنطقة البازلتية الكبرى.
ويرجع تاريخ أم الجمال إلى القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وذلك عندما كانت المملكة النبطية في أوج عزها.
ومن أهم المواقع فيها الاستراحة النبطية والبركس العسكري ومقر الحاكم الإداري، وهناك 15 كنيسة من ضمنها كتدرائية وهي ذات نظام بازلكي، ويوجد فيها بوابة تدعى بوابة كومدوس، وهناك عدة نقوش نبطية وعربية وأغريقية.
كما يوجد في الموقع أهم نقوش تطور الخط العربي، ومن أهمهما نقشان يعودان لتاريخ (250م) و(490م).
وتعتبر أم الجمال إحدى المدن العشرة في حلف الديكابلس حيث كانت تعرف باسم (كانثا) الذي أقيم أيام اليونان والرومان، وكان يضم عشر مدن في المنطقة الواقعة عند ملتقى حدود الأردن وسوريا وفلسطين ويعتقد أن الأمويين سكنوا هذه المدينة وبشكل كثيف.
ويبدو أن هذه المدينة تعرضت لزلزال قبل أن ينتقل مركز الخلافة من دمشق إلى بغداد إبان الخلافة العباسية مما أدى إلى هجرها تدريجيا.
يوجد في أم الجمال بقايا حصون حضنت في داخلها كنائس كثيرة بين كبيرة وصغيرة وأحواض ماء مسقوفة أو مكشوفة، فضلا عن بقايا موقع عسكري روماني.
كما يوجد آثار للكنائس البيزنطية، ووجد في أم الجمال أيضا فسيفساء قديمة تمثل نهر الأردن وعلى جانبيه المدن والقرى التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس. والمذبح النبطي المكتوب باللغتين النبطية والإغريقية، وكذلك نصيبة قبر فهر بن سلي مؤدب جذيمة ملك تنوخ، وأيضا باللغة الإغريقية والنبطية.