يعتبر الأسبرين منذ فترة طويلة عنصرا أساسيًّا في معالجة المخاوف الصحية المختلفة، من النوبات القلبية إلى الالتهابات، كما أن لهذا الدواء فوائد بالنسبة للحوامل.
وتشير نتائج الدراسات الأخيرة إلى قدرة الأسبرين على التخفيف من المضاعفات الخطيرة أثناء الحمل، وبشكل خاص تسمم الحمل، وهو ارتفاع ضغط الدم المهدد للحياة، لكن على الرغم من هذه الميزة للأسبرين، لا يزال هناك نقص مثير للقلق في الوعي بين النساء الحوامل ومقدمي الرعاية الصحية فيما يتعلق بهذا الإجراء الوقائي.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، يظهر تسمم الحمل كتهديد كبير لنسبة عالية من حالات الحمل حول العالم، حيث يصنف كسبب رئيس لوفيات الأمهات.
ومن المثير للقلق أنه يؤثر بشكل غير متناسب على النساء السود، مما يساهم في معدلات وفيات الأمهات أعلى بثلاث مرات تقريبًا من معدلات وفيات النساء البيض، ووسط هذه الإحصائيات، فإن عدم استخدام الأسبرين كإجراء وقائي يبرز كمسألة حرجة تستحق الاهتمام.
ويؤكد إجماع الخبراء، بما في ذلك توصيات فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة، على فعالية جرعة منخفضة من الأسبرين في الحد من خطر الإصابة بتسمم الحمل بين الفئات السكانية الضعيفة.
وعلى مدار عقد من الزمن، نصحت هذه التوصيات الحوامل المعرضات لخطر الإصابة بتسمم الحمل ببدء نظام يومي لأسبرين الأطفال عند الأسبوع 12 من الحمل، وهو إجراء تدعمه جمعيات طبية رائدة بما في ذلك الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء، وجمعية رعاية الأمومة.
ويتضمن تحديد الأشخاص المعرضين للخطر تقييمًا متعدد الأوجه، يشمل عوامل مثل التاريخ السابق لتسمم الحمل، والحالات الصحية الأساسية مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، والخصائص الديموغرافية مثل عمر الأم المتقدم أو السمنة.
كما أظهرت الدراسات أن تناول الأسبرين يمكن أن يقلل من احتمالية الإصابة بتسمم الحمل بنسبة 15%، مع فوائد إضافية بما في ذلك انخفاض بنسبة 20% في الولادات المبكرة، وانخفاض بنسبة 18% في تقييد النمو داخل الرحم.
وعلى الرغم من الفوائد الواضحة والتأييد المهني، لا تزال هناك فجوة كبيرة في نشر هذه المعلومات الهامة للحوامل ومقدمي الرعاية الصحية الخاصة بهم، فيما يثير الفشل في سد هذه الفجوة، مخاوف بشأن الوصول العادل إلى الرعاية السابقة للولادة؛ مما يؤكد الحاجة إلى بذل جهود مستهدفة لتحسين الوعي وتنفيذ الممارسات القائمة على الأدلة.
وفي ضوء هذه النتائج، يكثف كبار الخبراء جهودهم لتعزيز التعليم والتوعية حول دور الأسبرين في التخفيف من المخاطر المرتبطة بتسمم الحمل.
وتمثل حملات التوعية المتزايدة، ومبادرات تدريب مقدمي الخدمات، والتدخلات السياسية التي تهدف إلى دمج هذه التوصيات في بروتوكولات الرعاية السابقة للولادة القياسية سُبلا حاسمة لمعالجة هذا التحدي الملح في مجال الصحة العامة.
وبينما يسعى المجتمع الطبي إلى مواجهة التفاوتات في نتائج الرعاية الصحية للأمهات، فإن ضمان المعرفة الواسعة النطاق بالتدابير الوقائية الفعالة مثل تناول جرعة منخفضة من الأسبرين يبرز كأولوية محورية.
ومن خلال تمكين الحوامل ومقدمي الرعاية الصحية بمعلومات دقيقة وإرشادات قائمة على الأدلة، يمكن تحقيق خطوات واسعة نحو الحد من التأثير المدمر لمقدمات تسمم الحمل على صحة الأم والوفيات.