قرّباها بمرهفاتٍ حداد لقراع الابطال يوم النزالِ " .
في المفرق انت امام ملتقى يحضن العراق والشام وجزيرة العرب ، قال محبا لها " لا اسميك مفرقا ، بل اسميك ملتقى ، يا التي تجمع العروبة غرباً ومشرقا " ، وقال سعيد يعقوب:
" يا رافعين الرأس من شمم ومن في كفهم علم المفاخر يخفقُ
الحاملين إلى البعيد عبيرهم ان اتهموا أو اشأموا أو اعرقوا
اهلي وذخري والذين بنبلهم جيد الزمان من الفخار مُطوّقُ " .
المشاقبة ؛ المنازل الأولى قويشان على تخوم جرش ، والمبنى رجم السبع والخربطة و البويضة ، والمورد سد الفدين ، حيث المدى مفتوح والشيح والقيصوم يستريح بمفاليه العذية على جنبات الغدير الأبيض وحنو الحصان ، وفي سيح برد القاسم مستودع التاريخ ، وفي بئر السبع معاصر السحاب ومونة المياه :
" للشرق لا أخفي هواي ونسبتي احلى جهات الأرض عندي المشرقُ
قالوا هي الصحراء قلت عشيقتي وبها الذي اهوى واعشقُ
للروح في هذا المجالي مربعٌ ، للنفس في هذا الرحاب تعلُّقُ " .
يقول الدكتور عصام الموسى عن المفرق " هناك حيث تمتد بادية الشام في المدى عميقة لا متناهية ، تحت سماء زرقاء صافية في النهار ، مزدانة بنجوم متلألاة في ليال الصيف الندية " .
وأجمل من وصف المفرق ارطبون الصحافة معالي محمد داودية mohammad Dawodieh الطفيلي الذي قطعت سرته في المفرق " ما تزال الناس تتساءل عن سر الراحة البدنية التي يحصل عليها من ينام في المفرق يومين او ثلاثة ، وما يزال سراً مستغِلقاً ، الرابط والسبب الذي يجعل زوار وأهل المدينة مشدودين إليها بعرى لا تنفصم ، ويجعل اهلها في ارتباط فريد بها ".
المشاقبة ؛ لا زال حنو الحصان يفيض ببركة الدعوات ، ولا تزال قويشان تحن لحداء البناة الأوائل ، ولا زال قمر الحصادين يسامر سواعد المشقابي في الحوية ومسعر والهويرية ومذبح البقر ، ولا زال الناي المشقابي الجميل يعزف بفخر رائعة سعيد يعقوب :
" تاجٌ على فرق الزمان المفرقُ انواره من نورها تتألقُ
ارض الحضارة من نعومة ظفرها ليست تجارى في الفخار وتسبقُ
كم تحت هذا الرمل من اعجوبةٍ تُروى لو ان الرمل ممن ينطقُ
حَرمُت على قدم الغزاة رمالها دون الرمال ظُباً تسلُ وتُمشقُ
كم في مداك الرحب ماست راية وعلى ثراك الطهور رفرف بيرقُ " .
ام النعام المشقابية لا شرقية ولا غربية المنهل الحسني العذب ، يحدها من الغرب منشية بني حسن ، ومن الشرق المفرق ، ومن الشمال صرة ، ومن الجنوب رحاب .