انه الجيش العربي قامة الوطن وقمة عطاءه هو السطر الاجمل في كتاب مجد الوطن وهو رمز القوة والمنعة وعنوان الامن والامان , بواسله اهل التضحية الحقة التي لا تنتظر المقابل فهم من يصلون ليلهم بنهارهم ليكون لنا وطنا نعيش فيه بآمان وسلام. لأن هذا الوطن يتواصل في الذاكرة قصيدة مسكونة بحروف ترسم القلاع، ملونة بفجر يحكي قصة جيش طوّع البحر بعناد شراعه، وكان يسير مع الوطن ومنجزات الوطن وبناء الوطن منذ التاسيس .
التحية لكل من ارتدى البزة العسكرية , تحية الفخار لفوتيكهم الذي يرتدونه التحية لشعار المجد الذي يزين هاماتهم ومحياهم , التحية لميلاد الفجر في العيون المكحلة بلون الدم، والأسمائهم التي طالما اشرقت مع نداء الواجب اينما تطلب , التحية للجيش العربي الذي ظل على المدى معيار أمانة الناس وثقتهم، وبقي الحقيقة التي توحّد الأبناء تحت سماء الوطن وفوق ارضه التي ستظل طاهرة وامنة وقد حرستها عيون النشامى على الرغم من كل الأحداث، استطاع الجيش أن يحمي الوحدة من كل يوم لنا مع الجيش وقفة مع قادته ومسؤوليه وضباطه وجنوده , كل يوم لنا وقفة وفاء ووقار لكل من انتسب لهذه المؤسسة العريقة الرائدة والريادية الذين ما انحنت هاماتهم الا لله عز وجل , فهم من يحوطون الوطن ويسيجونه بقلوبهم قبل عيونهم بيدهم يحملون السلاح , وباليد الاخرى يعلون البنيان , بيدهم يحملون السلاح وبالاخرى يداوون الجراح ,,بيدهم يحملون السلاح السلاح وبالاخرى يغيثون الملهوف , فالتحية لهم والوفاء لهم والعرفان لهم , التحية الى الجيش ومنتسبوه من كل الأعماق والمآقي.
رائعة صفحاتك ايها الجيش العربي الذي ما حاد بواسله ابدا عن شرف الجندية، في زمن ندرت فيه هذه الميزة عند كثير من الجيوش.فانت رمز افتخارنا ,فكلما توسعت رقعات المعارك نجدك في آتونها تناضل بعنفوانك، بشهامتك، مرخصا الروح ومستنيراً في قلب هذه الظلمة العبثية بوعدك، بقسمك، وحياتك على فوهة سلاحك، وردة فوّاحة تهديها للوطن. ومع ما يعتري الوطن من مصاعب وخاصة في هذه الايام التي يعيشها الوطن كما العالم اجمع في ظل جائحة كورونا , فانت تواجه عدوا مجهولا لا نعلم خططه واستراتيجته ومكامنه , الا انك ايها الجيش تسير قدما لا بالعتاد الثقيل مضيت، لا بقوة السلاح القاطع أغرت، سلاحك إيمانك بالوطن حراً، سيداً، وقسم الشرف الذي سيظل على جبينك محفوراً يذكرك بأن ما من نوم هنيء للجندي وسيف العدوان مسلط على أرضه. ووقفت ملبياً تقاتل الغربان الواقفة على قمم روابيك , أجل، مضيت ولا زلت الى حيث الواجب لا يتمهل، لا ينتظر، وعلى كتفك تلك المهمة القاسية المراهنة عليك لخروج الوطن من هذه المحنة منتصراً، مهما كان الثمن باهظاً، وكلنا ثقة بانك ايها الجيش رمز الوطن والعنوان الاوسع لامن بلادي واستقرارها. ايها الجيش العربي , إسمك وطن, فانت من سرت مع الوطن وبه وكنتما صنوان لا تفترقان فانتما من جبلة واحدة، من أنفاس واحدة، من خفقات قلب واحد. أنت المشرّش في هذه الأرض لا تتغرّب، الملتف لبلاباً أبدياً حول جذوع غاباتها. فكم نطمئن حين نرى محياكم , وكم نستبشر وعداً حين نلمس فوتيكك وخوذتك , وحين نرى الشوارع وقد زينتموها فنحن ، نطمئن الى ما نحن به ، الى الهوية والكيان، فايها الجيش انت من حقيقة هذا الوطن، متضافر في ماضيه وحاضره، معني باستقلاله، إن مات متنا ميتته، إن انبعث حياً إنبعثنا معه وهللنا للحياة. بيدك الطاهرة ترتفع دوما وابدا رايات البطولة واليوم يقوم الجيش العربي بدور مشرف، يعتز به ابناء الوطن ، فهو يحمي أمنهم ويثبت ولاءهم الوطني، ويصون وحدتهم ويسهم
في بناء المواطنة الحق المنتمية لهذا الوطن ولقيادته المظفرة .
جيش جاء من الوطن وله وحده، جيش قام ليحفظ السيادة، ملتزماً عقيدة وطنية بامتياز. جيش قوته بذاته ومن دواخله ، محصناً بأحزمة اللاء والانتماء والوفاء ، فهو البقية الباقية.. فلك منّا كل التحية والمحبة والدعاء بان يحفظكم الله .فلو جعلت كلمتي كلها تحية إجلال واحترام لك واحد منك ولشهداء جيشنا الأبطال الميامين لما كان ذلك غير جزء يسيرٍ يسير من دَين لهؤلاء في اعناقنا باق ما بقي الاردن , فدمهم سكبوه من دون حساب في عروق الوطن ليبقى الوطن حرا ابيا .
فلجيشنا الباسل، جنوداً وضباطاً وقيادة، ولأرواح شهدائه، اعتزاز مواطنيهم وعرفانهم بالجميللما يؤدونه من واجب على نقاط الغلق وفي الشوارع وتحت كافة الظروف حرا وبردا , ليلا ونهارا , هذا الواجب الأساس أضيف، وباختصار، عبرة ودرساً لفتا القاصي والداني في الاختبار المرّ الذي فُرض على جيشنا التي عاشها جيشنا وعاشها معه الوطن. العبرة هي ذلك الطابع الحضاري الذي حكم أداء جيشنا، من قرارات قيادته الى سلوك وحداته وجنوده في الميدان من الحزم والحكمة في آن واحد اللذان ميّزا الجيش ومنذ اللحظات الأولى لهذه الجائحة وهذه الازمة .
ان الالتفاف الاردني الشعبي المنقطع النظير الذي تحقق خلف الجيش لم يكن مفاجئاً ولم يكن من غير سبب. فتلك اصالة الاردن والاردنيون أولاً وأخيراً. بدا الاردن فيهذه اللحظات الصعبة، ، وطناً حقيقياً قيادته وشعبه يقفون كالبنيان المرصوص خلف جيشهم، المجسد للاداء المحترف والحضاري في آن معاً لهذا الجيش المتمكن والمقدام.
ايها الجيش انت صمام الأمان لوحدة الأرض والشعب هو الجيش المؤسسة الوحيدة المؤهلة لنقل ما تتمتع به من عافية الى الشعب في كل الظروف فإذا كنّا بأمسّ الحاجة الى حماية الجيش لنا، فإنه بأمسّ الحاجة الى محبتنا.
وفي الختام، إلى أسود الله لكم ألف تحية وسلام ونسأل الله عزّ وجلّ ان يحفظكم وأن يثبّت أقدامكم ويسدّد رميكم وأن يدمّر أعداءكم ... نسأل الله أن يكتب لكم نصراً في كلّ مكان وفي كلّ حين، وأن يقويكم وينصركم على كل من تسول له نفسه المساس بهذا الوطن المحمي باهداب عيونكم.